
باشر نظام الطغمة في دمشق الإفراج عن المعتقلين بجرائم إرهابية قبل تاريخ 30/4/2022 عدا التي أفضت إلى موت إنسان، والإفراج في مفهوم النظام يعني رمي المعتقلين في شوارع دمشق بلا مال أو وسيلة للتواصل مع العالم، وحتى من دون إعلام أهاليهم بإطلاق سراحهم أو إصدار لائحة بأسمائهم.
بعض الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تدل على أن هؤلاء لم يخرجوا من السجن وحسب، بل نجوا من الموت، بأجساد نحيلة ونظرات ساهية، وهناك من فقدوا الذاكرة ولم يستطيعوا تذكّر من هم حقاً أو كيف الطريق إلى بيوتهم.
لذلك توافد آلاف الأهالي إلى وسط العاصمة دمشق عند جسر الرئيس بعد سماعهم أنباء عن وصول معتقلين إلى هناك، لعلّهم يلتقون أحباءهم أو يفلحون في معرفة خبر عنهم.
في المقابل، يبدو النظام غير مكترث بكل هذه الفوضى، فحتى في لحظات “الرحمة” القليلة، يمعن النظام في إذلال السوريين وإهانتهم.

وأشار مراسلنا في دمشق إلى أن عدد المعتقلين الذي خرجوا غير معلوم، حيث تصل أسماء المفرج عنهم تباعًا، لكنه أكد خروج نحو 80 معتقلًا حتى اللحظة من مختلف المناطق السورية، بعضهم معتقلا منذ 10 سنوات.
و قد سبق للأسد أن أصدر مراسيم عفو عدة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية تضمنت استثناءات كثيرة، وكان آخرها في مايو الماضي قبل أسابيع من إعادة انتخابه رئيساً للمرة الرابعة.
إلا أن المرسوم الجديد الذي صدر السبت، أي قبل يومين من عيد الفطر، يُعد، الأكثر شمولاً في ما يتعلق بجرائم “الإرهاب” كونه لا يتضمن استثناءات كما قضت العادة.
ومن المفترض في حال استكمال تنفيذ المرسوم الجديد، أن يجري الإفراج عن “عشرات آلاف المعتقلين، كثير منهم متهمون بجرائم تتعلق بـ”الإرهاب”، و هو عنوان فضفاض لإدانة الموقوفين عشوائياً”.
وبحسب لائحة تناقلها ناشطون حقوقيون على وسائل التواصل الاجتماعي تضمنت 20 اسماً، فإن بين المفرج عنهم معتقلين أمضوا سنوات في سجن صيدنايا الذائع الصيت، الذي يعرف بين السوريين “بالمسلخ البشري” بعدما تم توثيق إعدام نحو 13 ألف شخص فيه شنقاً بين العامين 2011 و2015.
ومنذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الطغمة، قام بانتهاكات عديدة ووحشية لحقوق الإنسان من التعذيب في السجون إلى الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، إلى الإعدامات خارج إطار القانون.
وخلال السنوات الاحدى عشر الأخيرة، دخل نصف مليون شخص إلى سجون ومراكز اعتقال تابعة للنظام، قضى أكثر من مئة ألف منهم تحت التعذيب، أو نتيجة ظروف اعتقال مروعة.
وكشفت منظمات حقوقية، وديمقراطية سورية أن نظام الطغمة في دمشق يقوم باستغلال قوانين مكافحة الإرهاب “لإدانة ناشطين سلميين ومدنيين”.
وقد صرح المنسق العام لتيار اليسار الثوري في سوريا تعقيبا على العفو الاخير :
“طريقة الاعتقال وظروف الاعتقال وطريقة الافراج عن المعتقلين تعكس تماما طبيعة نظام الطغمة: احتقار الشعب واحتقار حياة الناس، واستهتار وقح بكل القيم .
انه نظام عدو للشعب. ليس هو كذلك من وجهة نظرنا فقط، بل هو يقدم نفسه هكذا بكل صفاقة.”
الخط الأمامي
✪ إعلام من أجل الاشتراكية والثورة
#سوريا #العفو #مرصد_المعتقلين #الخط_الأمامي #اليسار_الثوري ☭✊🚩