
الجيش اللبناني يغرق زورق يقل مدنيين هاربين من الجحيم
الهرب من الموت المحتّم جوعًا، أوصلهم إلى المخاطرة بحياتهم وحياة أولادهم، بحثًا عن بريق أمل لحياة أفضل خارج لبنان.
تعرض زورق على متنه 65 شخصاً لبنانيين وسوريين كان انطلق من جهة القلمون، للغرق قرب جزر الرنكين قبالة طرابلس مساء أمس السبت 23 ابريل/نيسان 2022.
صاح الضابط قبل الاصطدام: “بدي قبركن”
والنتيجة كانت عشرات الأشخاص من أطفال ونساء ورجال بين قتلى وجرحى
و تشهد عاصمة الشمال منذ ليل أمس أجواء من التوتر والغضب بعد إغراق الزورق نتيجة تعمّد مركب خفر السواحل التّابع للجيش اللبناني أن يصطدم بمركبهم عدة مرات، ممّا أدّى إلى غرق المركب ووفاة عدد من المواطنين، فيما عمليات البحث لا تزال مستمرّة حتّى الساعة بحثاً عن الناجين لاعتقالهم.
وفي السياق، كانت قد أشاعت غرف المخابرات في وقت سابق عن سماع صوت رصاص كثيف ليلاً في طرابلس مصدره منطقة القبة يعود سببه إلى غضب الأهالي لما حدث بـ”مركب الموت” في ميناء طرابلس. تبين لاحقا كذب هذا الادعاء.
استعمل الجيش اللبناني إشاعة إطلاق الرصاص ، ليرسل تعزيزات عسكرية إلى المدينة استعدادا لقمع الجماهير الغاضبه.
ولاحقاً سُمع إطلاق رصاص في منطقة الضم والفرز قرب مستشفى المظلوم في طرابلس، حيث جرى نقل إصابات لتلقّي العلاج، وحاولت مجموعة من الشبان الدخول لكشف حقيقة الأمر إلّا أن الجيش اللبناني منعهم من ذلك، وقام بإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتشدين العزّل أمام المستشفى.
وصدرت عدة تصاريح رسمية مفعمة بالعنصرية الطبقية وتشدد على مكافحة الطرق غير الشرعية للتهريب متجاهلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي القريب من الانفجار




آراء
هذه الكارثة أثارت غضب اللبنانيين فطالب عدد من الناشطين الحكومة بالاستقالة ، اذا قال أحدهم على موقع النواصل الاجتماعي تويتر: على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تقديم استقالة حكومته فورا ودون أي تردد فمن غرق في بحر طرابلس كل طاقم الحكم وليس فقط المواطن الهارب من ظلمة الحكام “
وقالت أخرى : قد تكون زوارق الموت مشهد كارثي يمر في شريط اخباري، لكنه لم يعد كذلك بتاتاً. لم تعد رحلة البحر هروب من واقع لبنان المرير.
لا بل هو واقع يغرق به اللبنانيون يوما بعد يوم. السفر محاولة انعاش بائسة، لمن استطاع اليه سبيلا. يبقى موت النظام حلم مؤجل يحتل يقظنا، ويؤرق نومنا”.
وغرد ناشط آخر قائلا: لا أحد يترك مسكنه الا اذا أصبح المسكن فم قرش. يجب أن تفهم أن لا أحد يضع أطفاله في زورق الا اذا المياه أكثر أماناً من اليابسة.”
تضامن
وارتفع عدد الأشخاص الذين يغادرون لبنان بشكل غير قانوني عن طريق البحر في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد دخول البلاد في أزمة اقتصادية شديدة.
فأخذت عائلات كثيرة تخاطر بأرواحها وأرواح أطفالها لتهرب من “جحيم” لبنان ، البعض كان محظوظ واستطاع الهرب بالطائرة ، لكن كثيرون يجبرون على مغادرة البلاد عبر زوارق الموت. أعداء الشعب وأعداء الطبقة العاملة في لبنان معروفون.
لهم وجوه وتاريخ وصور تملأ العواميد واللوحات على الطرقات. قالها الناجي من الغرق على “قارب الموت” في طرابلس: “يا نحنا يا هني بهالبلد”.
نعم، لا قيامة للمجتمع والبلد قبل أن يتركه السفاحون الذين يحكمونه.
الرفيقات والرفاق،صديقاتنا وأصدقائنا الذين يشعرون بخنقةٍ كبيرة وغضب عارم،وإدراك ثابت بأن مجابهة هذا النظام وتفكيكه ضرورة، إن ما حدث بالأمس جريمة مارستها السلطة مرّتين، الأولى حين حوّلت البلاد لأرض بركانية هرب أهلها منها للبحر، والثانية حين قامت واحدة من أهم مؤسساتها بقتل الهاربين عمدًا لأن حياة الفقراء هي الأرخص مجددا.
تضيقُ السبل ويشتدُّ الخناق، دفاعًا عن المجتمع، وانحيازًا للفقراء، نخوض جميع معاركنا الطبقية والسياسية، حتى النصر وحتى النفس الأخير. كل التضامن مع الطبقات الشعبية والعاملة في لبنان بوجه هذا النظام المتوحش وجميع أدواته. البحرُ من ورائكم والنظام من أمامكم.