اليوم العالمي للمرأة مناسبة لإحياء النضال النسوي
في اليوم العالمي للمرأة 8 آذار نحيي النضال النسوي لأجل التحرر من كل اشكال القمع والإستغلال بمختلف أشكال الإحتجاجات والإضرابات ذات البعد التحرري والنسوي والاشتراكي.
إن نضال النساء من أجل المساواة والتحرر من الإضطهاد، هو جزء لا يتجزأ من النضال الطبقي ضد النظام الراسمالي القائم على الإمبرياليات المتنافسة والمتصارعة، والتي تدفع النساء القسم الأكبر من ثمن هذه االصراعات.
تتحمل النساء الكادحات عبء صراعات الإمبريالية وأزمات الرأسمالية، من خلال التسريحات والبطالة، والاستغلال الوحشي في ظروف عمل قاسية. كما يُطلب منهن تحمل تكاليف إعادة إنتاج القوة العاملة، من خلال العمل المنزلي الغير مأجور.
تدفع النساء ثمن الحروب الإمبريالية، من عاملات الغزل والنسيج في نيويورك 8 مارس 1857 اللواتي تظاهرن من أجل المطالبة بأجور أعلى وظروف عمل أفضل في ذلك الوقت، مروراً بالاحتجاجات على مدار سنوات حتى 8 مارس 1908، اليوم الذي شاركت فيه أكثر من 15 ألف امرأة للمطالبة بحق الانتخاب ، إلى نساء سوريا وغزة و السودان في 2024، وكأن نضال النساء ضد الرأسمالية وتطورها لم ينته بعد ومازال مستمرًا.
ورغم أن ظروف العمل تبدو الآن أفضل مما كانت عليه قبل أكثر من قرن ونصف، الا أن جسد المرأة لازال موضعاً لإثبات سيطرة السلطة الذكورية في المجتمع، ضمن ما تكرسه الرأسمالية من تسليع أجساد النساء أو مجرد منحها بعض الحقوق الشكلية. مازالت المرأة هي الطرف الأفقر، وهذا النضال لم يكن منفصلًا بل متصل بكثير من النضالات العالمية ليس فقط بالنسبة لنساء الطبقة العاملة لكن بكل النساء المضطهدات تحت سياسات الرأسمالية.
لكي نحيي ذكرى نضال عاملات الغزل والنسيج في نيويورك يجب أن نحيي أيضا النضال في كافة البلدان وبالأخص بلاد منطقة الشرق الأوسط.
ففي السودان هناك أسوء هجمة على أجساد النساء، خلال الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. نداءات من نساء السودان تطلب الإغاثة من حملات الاغتصاب الممنهجة والجماعية من قبل قوات الدعم السريع، مما ترتب عليه أكبر عملية نزوح داخلي في العالم.
أما في غزة فنسبة 70 % من الشهداء نساء وأطفال، أكثر من 3000 امرأة متزوجة أصبحن أرامل وربات عائلات، بالإضافة لمليون إمرأة نزحن من منازلهن.
وفي سوريا: وثقت شبكات حقوق الإنسان مقتل قرابة 16442 امرأة منذ آذار 2011 وحتى الآن، 73% منهن قتلهن نظام الطغمة، و 115 إمرأة منهن قتلن تحت التعذيب. ووفق بيانات منظمات غير حكومية لمناهضة العنف ضد المرأة، تم تسجيل ما لا يقلّ عن 185 جريمة قتل راح ضحيتها نساء وفتيات بذريعة “الدفاع عن الشرف”، منذ 2019 وحتى نوفمبر 2022.
كما تمّ تسجيل مقتل ما لا يقلّ عن 20 ضحية أخرى نتيجة العنف المنزلي في سوريا، فضلا عن وقوع ما لا يقلّ عن 561 حادثة عنف منزلي أخرى تضمنت الضرب والإيذاء الجسدي.
تستمر الحرب الممنهجة على النساء بالقتل والتشريد والقمع والإضطهاد والإنقضاض على المكتسبات وفي خضم هذه الحرب الشرسة نعلن دائمًا “تنظموا” لنبني معًا نضالنا الإشتراكي والنسوي لهدم حصون الرأسمالية عرش السلطة الذكورية.
دينا حداد _ الخط الأمامي