العنف ضد المرأة في سوريا: واقع مأساوي مستمر
شارك:
- النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة
- النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني
في سوريا، يعتبر العنف ضد المرأة واقعًا مأساويًا مستمرًا. يتجلى هذا العنف في شكل إساءة جسدية وجنسية ونفسية واقتصادية. النساء والفتيات في سوريا يواجهن قيودًا على الحركة، وغالبًا ما يتم استبعادهن من فرص العمل والحصول على المساعدات الحيوية.
بالرغم من أن الأمم المتحدة أطلقت حملة “16 يومًا من النشاط” العالمية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، إلا أن هذه الجهود تبدو غير كافية ومحدودة النطاق. الحقيقة أن هذه الحملة، التي تصل ذروتها في يوم حقوق الإنسان في 10 كانون الأول/ديسمبر، تركز على تسليط الضوء على العنف الذي يؤثر بشكل غير متناسب على النساء والفتيات في كل مكان، بما في ذلك في سوريا. ولكن، هل هذا يكفي؟
الأمم المتحدة، كمنظمة دولية يفترض بها انها ذات سلطة ونفوذ، يمكن أن تقوم بأكثر من مجرد تنظيم فعاليات ثقافية. في الواقع، يمكن لأي جمعية محلية أن تنجز هذه الأنشطة بكفاءة أكبر. الأمم المتحدة يجب أن تستخدم مواردها ونفوذها للقيام بتغييرات جذرية وملموسة في السياسات والقوانين التي تحمي حقوق النساء وتحارب العنف ضد المرأة. إن القضاء على العنف ضد المرأة يتطلب أكثر من مجرد الكلام، يتطلب تحركًا حقيقيًا وفعالًا وهذا التقصير يبدو مكثفا أمام معاناة المرأة الفلسطينية خصوصا خلال الحرب الهمجية الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة.
وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن ما لا يقل عن 28926 امرأة قد قُتلن في سوريا منذ آذار 2011، 117 منهن تحت التعذيب، و11203 إناث لا يزلن قيد الاعتقال/الاحتجاز، إضافةً إلى 11541 حادثة عنف جنسي استهدفت الإناث.
نحن نعتبر أن العنف ضد المرأة هو نتيجة مباشرة للنظام الاقتصادي والاجتماعي الرأسمالي الأبوي والذكوري الذي يهيمن على مجتمعاتنا. هذا النظام يستخدم العنف بشكل ممنهج لتقييد وتهميش النساء، وللحفاظ على السلطة والسيطرة في أيدي الأنظمة الحاكمة.
إننا نعتقد أن الكفاح ضد العنف الموجه ضد المرأة يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من الكفاح الأوسع ضد الرأسمالية والبطريركية. نحن نعتقد أن النساء، مثل الرجال، يجب أن يكن حرات في تقرير مصائرهن، وأنهن يستحقن العيش بدون خوف أو تهديد.
كما ندعو جميع الناس، بغض النظر عن جنسهم أو هويتهم الجندرية، للانضمام إلى هذا الكفاح. فقط من خلال العمل معًا، يمكننا تحقيق المجتمع العادل والمتكافئ الذي نسعى إليه.
في النهاية، فإننا نرى أن العنف ضد المرأة لن ينتهي حتى ننهي النظام الذي يغذيه. وهذا يتطلب تغييرًا جذريًا في الطريقة التي ننظم بها مجتمعاتنا واقتصاداتنا. هذا التغيير ليس ضروريا فحسب بل هو ممكنا، ونحن ملتزمون بالعمل من أجله.
دينا حداد_ الخط الأمامي
