
الخط الأمامي _ هيئة التحرير
في صبيحة العشرين من كانون الأول 2025، استيقظ أهالي قرية الصبورة بريف سلمية الشرقي على دويّ الرصاص الغادر، في جريمة إرهابية مقيتة أسفرت عن ارتقاء الشهيدين علي أحمد الأحمد و توفيق رمضان جفول، وإصابة عدد من المواطنين والشباب والأطفال، بينهم الطفل تيم القبقلي.
إن هذه المجزرة ليست حدثاً معزولاً، بل هي حلقة جديدة في سلسلة من جرائم القتل الطائفي الممنهج التي تستهدف تمزيق النسيج المجتمعي وتقويض السلم الأهلي، لتعيد إلى الأذهان أحلك سنوات الموات التي ظن الشعب السوري أنه تجاوزها بسقوط النظام البائد.
أوهام الاستقرار وسقوط القناع عن السلطة الجديدة
لقد توهم الكثيرون أن انقضاء عام على سقوط النظام سيعني فجراً جديداً من الأمان والعدالة، لكن واقع الحال في مناطق ريف سلمية وغيرها يثبت العكس. إن السلطة “الترميدورية” القائمة اليوم، والتي نصّبت نفسها بديلاً، تثبت يوماً بعد آخر أنها وريثة الفشل الأمني ذاته، بل وتتحمل المسؤولية المباشرة عن دماء الكادحين.
إننا في حزب اليسار الثوري، ومن منطلق انحيازنا المطلق لطبقتنا العاملة وفلاحينا، وكل ألمضطهدين والضحايا نؤكد على الحقائق التالية:
المسؤولية السياسية والأمنية: نحمل السلطة القائمة بكافة أجهزتها الأمنية والعسكرية المسؤولية الكاملة عن هذ ه الجرائم البشعة. إن عجز هذه الأجهزة عن لجم العصابات الإرهابية، التي تشكل حاضنة لها، وتقتل وتتحرك بدراجات نارية في وضح النهار، يطرح تساؤلات مشروعة حول تواطؤ السلطة في مشروع حرب طائفية اهلية مستعرة.
خطر “الثورة المضادة” والترميم: إن القوى التي تقود المشهد اليوم (الترميدوريون) تكتفي بإدارة الأزمات وحماية مصالحها الضيقة، بينما تترك القرى والمناطق الهامشية لقمة سائغة للإرهاب الطائفي. هذا “الترميم” للنظام القديم بوجوه جديدة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء.
ضرب السلم الأهلي: إن الطبيعة الطائفية لهذه الاعتداءات تخدم بوضوح أعداء الثورة الشعبية الحقيقية، وهي محاولة يائسة لجرّ المنطقة إلى صراعات جانبية تُلهي الجماهير عن معركتها الأساسية من أجل الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.
لا بديل عن التنظيم الشعبي والحماية الذاتية الشعبية
إن الكشف عن الجناة وملاحقتهم باتجاه “عقارب” والبادية ليس كافياً؛ فالعدالة لن تتحقق إلا بمحاكمة المجرمين والمتواطئين معهم داخل بنية السلطة التي سمحت بهذا الفراغ. إننا لا نثق بسلطة لا تحمي المدنيين العزل، ونؤكد أن:
الأمن لن يتحقق ببيانات “الجهات المعنية”، بل عبر اللجان الشعبية المنظمة القادرة على حماية قراها ومواجهة خلايا الإرهاب.
يجب فضح كافة القوى التي تغذي الخطاب الطائفي، سواء كانت جماعات إرهابية مسلحة أو قوى سياسية تستفيد من حالة الانقسام.
نتقدم بأحر التعازي لرفاقنا وأهالينا في الصبورة، ونعاهدهم أن دماء الشهيدين “علي” و”توفيق” لن تذهب سدى. إن نضالنا ضد الإرهاب هو جزء من نضالنا ضد السلطة الترميدورية التي ندير ظهرها على تطلعات السوريين في الأمن والكرامة والعدالة.
المجد للشهداء.. الشفاء للجرحى المحاكمة للمجرمين والمتواطئين كل السلطة والثروة للشعب
