
شهدت بلدة بيت جن في ريف دمشق فجر اليوم تصعيدًا خطيرًا، بعد أن توغلت القوات الإسرائيلية بدوريتين عسكريتين في محيط البلدة لتنفيذ حملة اعتقالات، تزامنًا مع قصف طال أطرافها، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع شبّان من أبناء المنطقة حاولوا التصدي للاقتحام.
أسفر القصف والاشتباكات عن استشهاد ما لا يقل عن 10 سوريين، مع معلومات عن مفقودين لم يُعرف ما إذا كانوا قد اعتُقلوا أو فرّوا من المكان. كما تسبّب القصف في انهيار منزل داخل البلدة، وسط تحليق الطيران الحربي في أجواء المنطقة، وإصابة 6 عناصر من القوات الإسرائيلية خلال العملية.
وفي السياق ذاته، سجّل استهدافٌ مدفعيٌ إسرائيليٌ جديدٌ على تل الأحمر الشرقي بريف القنيطرة بثلاث قذائف، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
إن ما يجري في بيت جن، كما في القنيطرة وسائر الجنوب السوري، يفضح هشاشة السيادة التي تزعمها السلطة الترميدورية، ويكشف عجزها المزمن عن حماية الأرض وأهلها، بينما ينحصر دورها في القمع الداخلي واثارة النعرات الطائفية وتغذيتها، وترك الحدود مشرّعة أمام الاعتداءات.
إن دماء شهداء بيت جن ليست حدثًا معزولًا، بل امتداد لواقعٍ فرضته السلطة بسياساتها التي فتّتت المجتمع وسمحت بتحوّل الجنوب إلى ساحة مستباحة. ولا يمكن مواجهة الاحتلال في ظل سلطة تستثمر في الانقسام وتقدّم الشعب قربانًا لبقائها.
إن القوة الحقيقية تبدأ من وعيٍ شعبي مستقل، يرفض الاستبداد والاحتلال معًا، ويرى في التضامن بين أبناء الجنوب وسوريا كلها الطريق الوحيد لحماية الإنسان والأرض.
الرحمة لشهداء بيت جن،
والتحية لكل من يرفض ويقاوم الاعتداءات بكل أشكالها،
والحرية والكرامة لشعب سوريا.
هيئة التحرير
28/11/2025
