
قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ إنزالاً في منطقة الكسوة بريف دمشق، بعد سلسلة غارات على المنطقة، وسط تقارير عن هبوط مروحيات إسرائيلية في مدينة السويداء جنوبي البلاد.
أفاد مراسل “الخط الأمامي”، أمس الخميس، بتنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي إنزالاً في منطقة الكسوة بريف دمشق.
ولفت مراسلنا إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي “قام بتدمير أجهزة بعد الإنزال الجوي في منطقة الكسوة”، والذي استمر نحو ساعتين.
وقبل الإنزال الجوي، شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت محيط جبل المانع قرب مدينة الكسوة بريف دمشق الغربي.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأنّ قوات الاحتلال نفّذت 6 غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في جبل المانع، الفاصل بين دمشق والمناطق المحيطة بها من جهة، وسهل حوران من جهة أخرى، من دون ورود أنباء عن وقوع شهداء أو جرحى.
وبعد نحو ساعتين من ذلك القصف، جدّدت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على المنطقة، مستهدفة مواقع عسكرية سابقة.
هبوط مروحيات العدو الإسرائيلي في السويداء
وعقب الموجة الثانية من القصف، هبطت عدة طائرات مروحية إسرائيلية في محافظة السويداء، بالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء ريفي دمشق والقنيطرة.
كما توغّلت قوة إسرائيلية أيضاً قرب قرية الناصرية في ريف القنيطرة جنوبي البلاد.
وبالتزامن، أفادت الإخبارية السورية عن تحليق مكثّف لطيران الاحتلال الإسرائيلي في سماء العاصمة دمشق، حيث استهدفت غارات إسرائيلية اللواء 76 في حرجلة في ريف دمشق.
كما أُفيد عن تحليق طيران حربي في أجواء مدينة دير الزور والريف الشرقي.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الطيران الإسرائيلي “يقصف قواعد سورية بالتزامن مع دخول الدبابات إلى أطراف دمشق من جهتها الجنوبية”، مشيرةً إلى إنزال قوات كوماندوس إسرائيلية في مكانين في ريف دمشق.
جيش نظام الجولاني عثر على أجهزة مراقبة قرب جبل المانع
وعقب الاعتداءات الإسرائيلية، كشف مصدر في حكومة الجولاني لوكالة سانا أنّ (الجيش السوري) “عثر في 26 آب/أغسطس على أجهزة مراقبة قرب جبل المانع جنوبي دمشق، في حين تعرّض الموقع لهجوم إسرائيلي أثناء التعامل معها”.
وأضاف المصدر لسانا أنّ الاستهدافات الجوية الإسرائيلية “استمرت في منع وصول الجيش السوري إلى المنطقة حتى مساء 27 آب/أغسطس الجاري”.
وأشار إلى أنّ مجموعات من (الجيش السوري) “قامت بتدمير جزء من المنظومات عبر استهدافها بالسلاح المناسب وسحب جثامين الشهداء”.
ولاحقاً، شنّت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على الموقع، أعقبها إنزال جوي لم تعرف تفاصيله بعد، بحسب المصدر.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ عدواناً، يوم الثلاثاء، على نقطة عسكرية قرب مدينة الكسوة بالقرب من طريق السويداء في ريف دمشق، مستهدفاً بشكل مباشر قوة من “النخبة” في (وزارة الدفاع السورية).
العدوان الصهيوني وتواطؤ النظام: معادلة تستدعي تعبئة شعبية ثورية
في خاتمة هذا التقرير، نؤكد على أن العدوان الإسرائيلي على منطقة الكسوة في ريف دمشق ليس مجرد حلقة معزولة، بل هو جزء من حرب استعمارية شاملة تستهدف تقويض سيادة سوريا والمنطقة وضرب إرادة شعوبها في المقاومة والتحرر. هذا الإنزال الجوي، الذي نفّذته قوات الاحتلال بتغطية من صمت دولي مريب، يُظهر مرة أخرى طبيعة النظام الرأسمالي الإمبريالي الذي تعتمده إسرائيل كأداة قمع في المنطقة .
في ظل عجز النظام السوري الحالي عن الرد الفعّال، بسبب اعتماده البنيوي على المنطق الرأسمالي والاستبدادي، تبرز الحاجة إلى بناء قوة شعبية ثورية تقود المقاومة من الأسفل. فالثورة الدائمة التي ننادي بها ليست شعارًا مجردًا، بل هي استراتيجية لتحرير الطبقة الكادحة من كل أشكال الاضطهاد والاستغلال.
لقد كشفت هذه الأحداث أن الأمان لن يتحقق بالتفاوض أو بالاتفاقات الأمنية، بل بتنظيم الجماهير في إطار جبهة موحدة تدافع عن الأرض والإنسان معًا.
كما أن زرع أجهزة التجسس والتدمير الممنهج للبنى التحتية العسكرية والسكنية يؤكد أن إسرائيل تعمل كحليف عضوي للرأسمالية العالمية، بهدف إدامة التفتيت والنهب. لكن تاريخ نضالات شعبنا يُظهر أن المحتل لن ينتصر طالما أن جذوة الثورة متقدة في نفوس العمال والفلاحين والشباب الثائر.
في الختام، ندعو جماهير شعبنا في سوريا والمنطقة إلى:
- تعزيز النضال الأممي ضد الاستعمار والصهيونية.
- رفض أي تسوية تكرس التقسيم الطائفي والطبقي.
- بناء مجالس المقاومة الشعبية في الأحياء والمدن لتوحيد الجهود ضد العدوان.
- العمل المنظم من أجل بناء مشروع سياسي مقاوم على النقيض من مشاريع الصهيونية التفتيتية.
فالثورة هي الطريق الوحيد لتحرير الإنسان والأرض، ونضالنا مستمر حتى زوال آخر جيب احتلال وآخر استغلال رأسمالي.
