
توغلت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية بيت جن، في ريف دمشق الغربي، اليوم الاثنين، وأطلقت النار على الأهالي الذين حاولوا منعها من التقدم داخل القرية.
السيطرة على تل لباط
وقال مصدر خاص في المنطقة، إن قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي توغلت في منطقة جبل الشيخ، موضحاً أن قوة مؤلفة من 100 عنصر تسللت إلى أطراف قرية بيت جن ومزرعتها، عند منطقة لباط الوردة المطلة على القرية.
وأضاف المصدر، أن ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن التوغّل جاء للبحث عن “مخربين”، لا يغير حقيقة أنه استهدف أمن المدنيين وسلامتهم، موضحاً أن الأهالي خرجوا سلمياً لمطالبة القوة الإسرائيلية بالانسحاب، إلا أنهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر.
وأفادت قناة “الإخبارية السورية” بتعرض الأهالي إلى إطلاق نار من قبل القوة الإسرائيلية، من دون أن تسفر عن أضرار بشرية، مشيرةً إلى أن التوتر يسيطر على المنطقة بعد التوغل.
وقالت مصادر محلية لـ”الخط الأمامي”، إن التوغل الإسرائيلي في قرية بيت جن، سبقه سيطرة جيش الاحتلال على تل لباط في سفح جبل الشيخ.
وكان قوات من الجيش الإسرائيلي قد توغلت في بيت جن في تموز/يوليو، ونفّذت عملية عسكرية داخلها، ما أدى إلى مقتل شاب، فيما تم اعتقال 6 آخرين. وتبعد بيت جن نحو 10 كيلو مترات عن الحدود مع الجولان.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن مواجهات محدودة حصلت بين القوة الإسرائيلية وشبان من البلدة، أثناء تنفيذ العملية الإسرائيلية.
توغل في القنيطرة
وأمس الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي القيام بعمليات ليلية في جنوب سوريا، بزعم العثور على وسائل قتالية.
وقال الجيش في بيان، إنه عثر على عدد من مستودعات الأسلحة، وعبوات ناسفة، وقطع أسلحة من نوع “كلاشنيكوف” وكمية كبيرة من الذخيرة، مشيراً إلى مصادرة جميع تلك الأسلحة. كما أعلن “اعتقال والتحقيق مع عدد من المشتبه فيهم في المنطقة”، خلال تلك العمليات.
يأتي ذلك بعد ساعات على توغل قوات إسرائيلية في قرية عين العبد وقريتي بريقه وبئر عجم في ريف القنيطرة.
وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال التوغل، على احتلال مفرزة الأمن العام في قرية بريقة، ومصادرة ممتلكات شخصية لعناصرها، بينها هاتف محمول ودراجة نارية، إضافة إلى الاستيلاء على كامل المبنى.
المشهد الأوسع: صراع إمبريالي على سوريا
لا يمكن فصل هذه التوغلات الصهيونية عن المشهد الجيوسياسي الأوسع في سوريا والمنطقة. فبعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، دخلت سوريا مرحلة انتقالية هشة، أصبحت فيها ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
القوى الإمبريالية، بمن فيها الكيان الصهيوني، تتطلع إلى تعظيم مكاسبها على حساب سيادة الشعب السوري ووحدته الوطنية.
نحن في تيار اليسار الثوري في سوريا، نرى أن هذه العدوانية الصهيونية هي جزء من صراع إمبريالي أوسع على سوريا، ونؤكد على ضرورة مقاومة جميع أشكال الاحتلال والتدخل الأجنبي، سواء كان من إسرائيل أو من قوى إمبريالية أخرى. كما ندعو إلى:
- بناء سوريا موحدة ديمقراطية لامركزية خالية من كل أشكال الاستبداد والاحتلال.
- رفض أي تدخل عسكري أجنبي في الشؤون السورية.
- دعم حق الشعب السوري في تقرير مصيره ومقاومة الاحتلال بكافة أشكاله.
مقاومة الاحتلال مسؤولية أممية
يذكرنا هذا التوغل الصهيوني الجديد بأن مقاومة الاحتلال والعدوان هي مسؤولية مباشرة لكل القوى الثورية والتقدمية في سوريا والمنطقة. إن صمت “المجتمع الدولي” تجاه جرائم الاحتلال، وممارسة ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، لم يعودا مفاجئين لأحد.
المقاومة الشعبية المسلحة والسلمية، والوحدة الوطنية، والتضامن الأممي، هي الأسلحة الحقيقية لمواجهة هذا العدوان وحماية سيادة سوريا وشعبها. آن الأوان لوضع حد لإفلات الكيان الصهيوني من العقاب، وآن الأوان لانتفاضة أممية تدعم حق الشعب السوري وشعوب المنطقة في الحرية والكرامة والتحرر من جميع أشكال الاحتلال والاستعمار.
