
كسب ـ الخط الأمامي
شهدت عدة مناطق في ريفي حماة واللاذقية ليلة ثقيلة نتيجة الحرائق الواسعة التي اندلعت منذ ثلاثة أيام، وتركزت في مناطق رأس الشعرة، عناب، وفقرو وطريق بيت ياشوط في ريف حماة، إضافة إلى منطقة اليمضية في جبل التركمان ودير ماما قرب الحفة بريف اللاذقية.
وبحسب بيان للدفاع المدني السوري نشر عبر معرفاته الرسمية، فإنه على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي فرضتها تضاريس المنطقة شديدة الوعورة وارتفاع درجات الحرارة، وغياب خطوط النار، تواصل فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وفرق إطفاء الحراج وأفواج الإطفاء الحراجي جهودها المكثفة لوقف تمدد النيران ومحاصرتها.
وقد أعلنت فوزة يوسف، الرئيسة المشاركة في وفد الإدارة الذاتية للتفاوض مع الحكومة السورية، اليوم الجمعة، أن الإدارة الذاتية ستقوم بإرسال آليات إطفاء للمساعدة في إخماد الحرائق المندلعة في محافظتي حماة واللاذقية.
وأكدت يوسف في منشور على منصة “x” على ضرورة تكاتف الجميع لحماية الغابات وتقديم العون المتبادل.
كما شددت يوسف على أهمية معرفة “أسباب تكرار هذه الحرائق”، ووصفت حرق الأشجار بأنه “جريمة” تستوجب محاسبة المسؤولين عنها.
من جانبه، أعلن فوج الإطفاء في القامشلي عن جاهزيته الكاملة لتلبية نداء الإغاثة من أهالي كسب ومناطقها، والمشاركة في جهود إخماد الحرائق هناك.
وأكد فوج الإطفاء على أن “عناصره سيكونون حاضرين حيثما يناديهم الواجب، للوقوف إلى جانب الأهالي في مواجهة الكوارث وحماية الأرواح والممتلكات”.
هذا ولم تتوقف الفزعات الأهلية في كسب واللاذقية عن خط المواجهة الأول مع النيران، وسط تجدد النيران في عدة مواقع نتيجة سرعة الرياح، وامتدادها إلى منطقة شطحة في سهل الغاب، إضافة إلى تجدد اشتعالها في ريف جبلة، حيث شكَّل المتطوعون -بأدوات بدائية وإرادة جماعية- درعاً بشرياً أمام توسع الحرائق. هذه الفزعات الشعبية، المنبثقة من وعي مجتمعي حقيقي، أعادت للمصطلح معناه الأصلي: تضامنٌ طوعي لحماية الحياة والأرض، لا آلةً للقتل يحركها النظام تحت شعارات “الفزعة” لجرّ المدنيين إلى حروبه ومجازره الطائفية.
فبينما يُسخِّر النظام التيرميدوري لغة “الواجب الوطني” لتمجيد الموت، حوَّل أهالي الساحل “الفزعة” إلى فعل مقاومةٍ من أجل لحياة: إنقاذٌ للغابات التي تُشكِّل رئةً طبيعيةً لسوريا، ودفاعٌ عن أرزاق الفلاحين المنهوبة أصلاً بسياسات النظام. هذا التمايز الجوهري يكرس أولوية التنظيم الذاتي الشعبي كبديل ثوري عن آلة الدولة القمعية
الخط الأمامي
