تيار اليسار الثوري في سوريا
رسالة تيار اليسار الثوري في سوريا الموجهة للرفاق في حزب العمال الاشتراكي الثوري في تركيا في مؤتمرهم المنعقد في 19 كانون الأول 2015
الرفاق الأعزاء
تحية حارة ورفاقية
يأتي مؤتمركم في لحظة حرجة من كفاح الطبقات الشعبية في عموم المنطقة. فقد شهدنا الثورات العربية التي اجتاحت عدد من البلدان منذ عام 2010، وأيضا نضالات شعبية في بلدان أوربا وعلى مستوى العالم. ولكننا نشهد في الوقت نفسه, ومنذ نحو عام ، تراجع واضح لهذه النضالات الثورية لصالح الحكومات الرأسمالية وقوى الثورة المضادة. هذا المزيج من تراجع النضال الثوري عموما مع بقاء مساحات وقطاعات ما تزال حية للمقاومة الشعبية ضد قوى الحرب والاستغلال والاستبداد هي سمة اللحظة الراهنة.
هذا الوضع يلقي على عاتقنا مهام كبيرة، تتطلب اولا الاستفادة من دروس السنوات الثورية الماضية والبناء عليها. ولعل واحد من اهم هذه الدروس ان غياب الحزب العمالي الجماهيري، يجعل من انتصار الثورات الشعبية امر شديد الصعوبة إن لم يكن مستحيلا. والدرس الثاني، إن الكفاح الجماهيري في الأعوام الماضية فتح مرحلة من عدم الاستقرار للأنظمة الرأسمالية الحاكمة ومساحات تتسع للمقاومة الشعبية، وعلى رأسها الطبقة العاملة وان اهم واجباتنا هي الانخراط الفعلي في هذه النضالات لتعميم تجاربها وتنظيمها ودفع دينامياتها الثورية وبناء الحزب من خلالها.
الرفاق الأعزاء
لا يخفي عليكم أن وضع ثورتنا في سوريا ليس بأحسن حال، فقد تراجع الحراك الشعبي إلى حد الهزيمة، مع تقدم ملحوظ لقوى الثورة المضادة وفي مقدمتها نظام الطغمة. وتحولت بلادنا سوريا إلى ساحة لتنافس وتنازع القوى الإقليمية والدولية. وبرغم صعوبة الأوضاع ما زلنا نعمل بكل طاقاتنا، التي تبقى متواضعة، من أجل متابعة النضال لتحقيق أهداف الثورة في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وضد التدخلات العسكرية الإقليمية والدولية.
ونعمل ، أيها الرفاق، في الوقت نفسه لبناء حزبنا بكل حزم وصبر واصرار، واثقين بان مرحلة التراجع الثوري الراهنة إنما هي مرحلة مؤقتة ستليها موجات ثورية اخرى ، علينا إعداد كل الطاقات من أجل التعامل الفعّال معها. ونود ، أيها الرفاق، ان نشيد بالتضامن الرفاقي الصادق والامين الذي تعاملتوا به معنا في السنوات الماضية، وتقديم ما استطعت من دعم لرفاقنا ولقضيتنا، وتعزيز التشاور والنضالات المشتركة. لقد اختبرنا سويا، أيها الرفاق الأعزاء ، ما تعنيه كلمة الأممية في الممارسة العملية وليس على الصعيد النظري فحسب. فلكم منا كل التقدير والشكر.
سنتابع الكفاح دون مهادنة من اجل تحرر كادحي شعبنا وسنعمل بكل طاقاتنا على بناء الحزب العمالي الاشتراكي الثوري والجماهيري، وتعزيز علاقاتنا الاممية. متمنين لكم مؤتمرا ناجحا ومثمرا في أعماله.
عاشت الأممية وأنها لثورة دائمة
لجنة العمل المركزي
تيار اليسار الثوري في سوريا
دمشق في 16 كانون الأول 2015
