
وصلنا من الأستاذ مصطفى الدروبي أمين عام حزب اليسار الديمقراطي (المؤتمر الثالث – نيسان) ردًا على مقالة الرفيق سامي الحلو. ننشره هنا من باب حق الرد وتعبيرًا عن اهتمامنا بالحوار والسجال بين اليساريين السوريين، وأيضًا لتوضيح التخوم فيما بينهم، والتماس ممكنات نشاطهم المشترك على قضايا محددة.
كما أن نشرنا لهذا الرد لا يعني اتفاقنا على ما جاء فيه، ويبقى لرفيقنا سامي الحلو حق الرد على الرد إن شاء. ولكن بودنا أن نشير سريعًا إلى أن ما ورد في ردهم بأن حزبهم كان “بعيدًا عن كل ارتباط مع المحاور الإقليمية التي عملت وما زالت على تخريب الثورة”، لا يستقيم حين نعلم أن وثائق حزب اليسار الديمقراطي كانت تعج بمقولة إن الدول “المؤيدة للثورة السورية هما تركيا وقطر”.
إليكم الرد كما ورد:
رداً على ما جاء بمقالة “الخط الأمامي” لسان حال اليسار الثوري في سوريا “التروتسكيين”!!
انطلاقاً من حسن الظن ومن الغيرة على اليسار سنرد وبعقل بارد على مقال السيد سامي الحلو والذي جاء تحت عنوان “اليسار السوري إعادة سخيفة للمسرحية البكداشية!!
يبدو أن كاتب المقال لم يضطلع على أسباب الأزمة التي ألمت بحزب اليسار الديمقراطي السوري منذ رحيل أحد مؤسسيه الرفيق الراحل منصور أتاسي أو أن الصورة وصلت إليه مشوّشة مما جعله يقع بفخ التشويه للمشهد وإصدار الأحكام المسبقة انطلاقاً من حقد دفين تجاه اليسار الثوري الحقيقي الذي ولِد من رحم الثورة السورية العظمى.
إن حزب اليسار الديمقراطي السوري ومنذ انطلاقته ابتغى تجسير العلاقة والتواصل مع كل القوى الوطنية والديمقراطية السورية وفصائل اليسار غير التقليدي للعمل على حشد كل الإمكانيات والطاقات لتعميق خط الثورة والرهان على القوى الثورية الشعبية والالتحام بها بعيداً عن كل ارتباط مع المحاور الإقليمية التي عملت ومازالت على تخريب الثورة ودفعها نحو الفوضى والأسلمة.
لقد أكد حزب اليسار الديمقراطي السوري على مرجعتيه الفكرية والطبقية منذ بداية تأسيسه مستنداً إلى التجديد في الفكر والممارسة والنظر لكل التجارب الثورية المحلية والعالمية السابقة بروح نقدية بعيداً عن كل صنمية أو عدمية والعودة كذلك لينابيع الماركسية الأولى (بعيداً عن ترجمات دار رادوغا ودار التقدم السوفيتيتين) من أجل قراءة المتغيرات التي أصابت بنية الرأسمالية في طورها العولمي المتوحش وكذلك الإفادة من كل التراث الثوري العالمي بعيداً التخندق والجمود العقائدي.
إن ما جرى داخل حزب اليسار من خلاف حول المرجعية الفكرية والطبقية مع اتجاه تفريطي غير مسؤول هو الذي عمّق الخلاف رغم أننا شخّصنا منذ أكثر من سنتين طبيعة الازمة وبيّنا سبل الخروج منها.
لقد ذهب كاتب المقال إلى وصمنا بالبكداشية وهذا اتهام غير واقعي فنحن أَدنّا شخصياً التيار الانتهازي في الحركة العمالية السورية منذ ثمانينيات القرن المنصرم وحين قامت الثورة السورية اعتبرنا البكداشية وآل بيتها وكل من خرج من عباءتها (يوسف فيصل – قدري جميل..) قامت بخيانة الوطن والشعب حين انحازت إلى النظام المجرم والذي دمّر الحواضر السورية وشرّد نصف الشعب السوري وقتل مئات الألوف من أبناءه ومشوهة للحدث الثوري الذي انطلق في منتصف آذار من عام 2011 ضد نظام استبدادي مجرم جلب كل الغزاة والطامعين إلى أرض الوطن ووصمت الثورة والثوار بالإرهاب..والإرهابيين!!
إن كاتب المقال للأسف لم يتحرى الموضوعية فليته رأى أن الانشقاقات (اللا مبدئية التي تلتف حول أفراد وشلل بدلاً من العمل المؤسساتي المتّزن والمنضبط..) هي تخص الجماعة التفريطية وحدها والتي بحثت عن أمجاد شخصية زائفة لبعض شخوصها ولم تستمع لصوت العقل حين طالبناها بالحفاظ على وحدة الحزب إلا انهم أبوّا ذلك فكان ما قد كان!
لقد لجأ كاتب المقال إلى لغة التعميم دون معرفة منه بحقائق الأوضاع في الحزب فدائماً تتعرض الأحزاب الثورية لحالة من الخلافات بين صفوفها ومن الظلم تحميل كل الأطراف في الأزمات الحزبية وزر ما يحدث.
أننا ومن خلال عقد مؤتمرنا الثالث قد أعدنا حزبنا لسكته الصحيحة فنحن من يمثّل اليسار الثوري الحقيقي (في حزب اليسار الديمقراطي السوري) والمؤمن بالديمقراطية الحقّة في حياته الداخلية وفي الحياة السياسية القادمة في سوريا الغد أما الآخرون فهم أقرب للتيار الليبرالي منه لليسار.
إن حزبنا وعبر وثيقته السياسية والتي أُقرت في المؤتمر الثالث قد أكد على ضرورة تحقيق أوسع تحالف للقوى الوطنية الديمقراطية السورية من أجل النضال المشترك لطي صفحة الاستبداد والعبور بوطننا وشعبنا نحو الدولة المدنية الديمقراطية دولة القانون والمواطنة والعدالة الاجتماعية والحرية.
القيادة المركزية
لـ حزب اليسار الديمقراطي السوري
الأمين العام
مصطفى الدروبي
في 10.05.2023