
مع دخول الزلزال المدمِّر في سوريا وتركيا يومه الخامس ومرور أكثر من 100 ساعة، تتضاءل الآمال بالعثور على مزيد من الناجين تحت أنقاض المباني المدمَّرة، إذ خلَّف الزلزال دمارًا هائلًا، وعشرات آلاف الضحايا (في حصيلة غير نهائية)، ومئات آلاف المشرّدين.
تشير التقارير الإخبارية إلى أنّ الوقت بات ضيقًا جدًا أمام فرق الإنقاذ للعثور على المزيد من الناجين في تركيا، رغم مدِّها بالعديد من فرق الإنقاذ الدولية، وضاق أكثر في مناطق شمال غربي سوريا، التي يكافح فيها الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وفق إمكانياته المتاحة وبمشاركة الأهالي فقط في عمليات البحث.
في حين تمنع الحكومة المؤقتة حتى اللحظة إدخال مساعدات من الإدارة الذاتية، بينما تنعدم الآمال في مناطق سيطرة النظام المعزولة عن المساعدات الفعالة بسبب تعنت النظام واستثماره السياسي للكارثة، باستثناء بعض أصدقاء النظام وكل ذلك وسط أجواء جوية سيئة تزيد من تعقيد عمليات الإنقاذ.
عمليًا تجاوزنا معدل المدة الزمنية التي يمكن للإنسان أن يتحملها تحت الأنقاض، وبهذه الصورة اكتملت مجزرة جديدة في سجل النظام والمعارضة المرتهنة؛ جريمة المشاركة في قتل آلاف السوريين عبر منع وتعقيد آليات وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة، وكُلِّلت الجريمة بتجول قادة سلطات الأمر الواقع على جثث آلاف الضحايا، وهم يتضاحكون.
توقف الأنين تحت الأنقاض، ولكن صراخ الأجيال التي تتعرض للإبادة الوحشية على أيدي النظام والمعارضة المرتهنة، ستحمل بذور ثورة تنتقم لكل هذه المعاناة وكل هذا الألم.
الخط الأمامي