
تهجير قسري وهدم منازل وقتل واعتقال وحرب على قطاع غزة
في الخامس من أغسطس/ آب الجاري، بدأ عدوان صهيوني جديد على قطاع غزة وراح ضحيته، حتى الآن بعد ثلاثة أيام، 44 شهيدًا بينهم 15 طفلًا و4 سيدات بجانب اغتيال القيادي بالجهاد الإسلامي تيسير الجعبري وأكثر من 360 مصابًا، بحسب وزارة الصحة في غزة. هذا إلى جانب قصف العديد من مساكن المدنيين في القطاع، ومع استمرار عمليات إزالة ركام المنازل المُحطمة ينتشل الأهالي جثامين الشهداء جراء القصف بأياديهم نظراً لندرة الموارد والإمكانيات المتوفرة في القطاع.
على الجانب الآخر، رأينا إطلاق المئات من صواريخ فصائل المقاومة تمطر مستوطنات غلاف غزة والقدس وتل أبيب ويافا المحتلة وسُجِّلَت إصابة 68 مستوطن بجروح متوسطة جراء الصواريخ، علاوة على تضرر 28 مبنى و34 سيارة في مدينة عسقلان، و19 مبنى و20 سيارة في مدينة سديروت، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
الاعتداءات متواصلة في الضفة والمستوطنون يقتحمون الأقصى
شهدت الضفة الغربية خلال الأسابيع الماضية عنفًا شديدًا من قبل قوات الاحتلال؛ من استمرار لخنق أهالي وسكان القدس، إلى اعتقال عشرات الفلسطينيين، إلى الهدم المستمر للمنازل في حي سلوان، واقتحام أكثر 1700 مستوطن صهيوني للمسجد الأقصى يوم الأحد 7 أغسطس في حماية من شرطة الاحتلال واستفزاز المصلين في المسجد.
أطلقت قوات الاحتلال أيضًا النار على شاب في القدس المحتلة بزعم تنفيذه عملية طعن بتاريخ 19 يوليو الماضي، وجرت كذلك اعتقالات واسعة للشباب في مناطق عديدة في أنحاء فلسطين في الخليل ورام الله ونابلس. وفي 24 يوليو الماضي، تم تصفية شابين من المقاومة في مدينة نابلس، وهما الشهيدين عبود صبح (29 عامًا) ومحمد العزيزي (22 عامًا)، بعد حصارهم وإطلاق صاروخ على المنزل المقيمين فيه من قبل قوات خاصة إسرائيلية.
وفي يوم 29 يوليو، أستُشهد الشاب أمجد أبو عليا (16 عامًا) من قرية المغير برصاص قوات الاحتلال أثناء مسيرة احتجاجية بسبب اعتداءات للمستوطنين في قرية المغير. وشهدت جنين عدة اعتقالات في الأيام الماضية طالت الكثير من أعضاء في المقاومة وعلى رأسهم القيادي بالجهاد الإسلامي بسام السعدي وهدم منزليّ الأسيرين صبحي صبحيات وأسعد الرفاعي في قرية رمانة بجنين.
تهجير أهالي مسافر يطا
منذ أسابيع أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهجير سكان منطقة مسافر يطا بمدينة الخليل لجعل المنطقة (ج) بأكملها مراكز للتدريب العسكري لجيش الاحتلال، وتُعد هذه من أكبر عمليات التهجير القسري للفلسطينيين منذ حرب 1967، إذ أن قوات الاحتلال بدأت في هدم منازل ومخيمات سكان مسافر يطا، مما يؤدي إلى تهجير ما بين 1200 إلى 4 آلاف فلسطيني.
اعتقلت سلطات الاحتلال أيضًا لنشطاءً فلسطينيين وسكانًا من مسافر يطا لاعتراضهم على هدم منازلهم، مع استمرار لعمليات التهجير والهدم بعد قرار محكمة الاحتلال برفض الالتماس الذي تقدم به الآلاف من الفلسطينيين بوقف هدم منازلهم ومزارعهم، في انتهاك واضح لحقوق الإنسان في العيش بسلام داخل مسكنه الذي يمتلكه قبل إعلان قيام دولة الاحتلال عام 1948، ووسط صمت تجاهل تام لدعوات من نشطاء لمجلس الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي لوقف التهجير القسري بحق أهالي مسافر يطا.
وعلى صعيد الأسرى الفلسطينيين، يستمر إضراب الأسير الفلسطيني خليل عواودة المفتوح عن الطعام ليتجاوز اليوم الـ159، رفضًا لاعتقاله الإداري. هذا وقد علَّق الأسير رائد ريان إضرابه بعد وعود بعدم تجديد اعتقاله الإداري وإطلاق سراحه بعد 118 يوم من الإضراب عن الطعام.
* بقلم: محمد مختار _ الاشتراكيون الثوريون