
إن ما جرى يوم الأحد 28 كانون الأول 2025، خلال الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي خرج فيها العلويون رفضاً للمجازر المستمرة والاستباحة الطائفية، وآخرها التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حمص، يكشف مجدداً الطبيعة الحقيقية للسلطة الترميدورية الحاكمة: سلطة تفتقر لأي شرعية اجتماعية أو انتخابية، إلا عبر إعادة إنتاج العنف والقمع والتحريض الطائفي، وإطلاق قطعان من جمهورها الشوفيني الإرهابي لمواجهة أي تعبير شعبي مستقل.
لقد هاجمت قوات الأمن العام التابعة للسلطة، وشبيحتها الطائفيون، المتظاهرين السلميين مستخدمة الرصاص والضرب والتنكيل. وأدى هذا العنف الوحشي إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، في تأكيد إضافي على استمرار السلطة في نهج القمع والإرهاب الممنهج ضد الشعب السوري.
كما ترافق ذلك مع حملات تجييش إعلامي حقيرة هدفت إلى تخوين المتظاهرين السلميين، ونعتهم بـ«الفلول»، ونزع الطابع الوطني والشرعي عن حراكهم، واتهمتهم بحمل السلاح وايقاظ الفتنة في استنساخ وضيع لأساليب نظام الطغمة الأسدي البائد وخطاباته. في حين كانت شعارات المتظاهرين السلميين على حد سواء ضد السياسات القمعية والتمييزية للسلطة الترميدورية الحاكمة بحق العلويين، من جهة . وإدانة لنظام الطغمة لآل الأسد المجرم و الساقط، من جهة أخرى.
إننا في حزب اليسار الثوري:
1- نؤكد وقوفنا الكامل مع حق الشعب السوري، بكل مكوناته، في التعبير عن الرأي، والاحتجاج، والتظاهر، والإضراب، وحقه في حرية التعبير وتشكيل الأحزاب والنقابات.
2- نحيّي النضال السلمي المشروع والمحق والبطولي الذي عبّر عنه المشاركون في احتجاجات الساحل، رغم القمع والتهديد.
3- ندين بأشد العبارات السلطة وأجهزتها، و أذرعها الطائفية، وقطعان شبيحتها الذين يمارسون إرهاب طائفي مقيت تحت غطاء الشرعية المزيّفة والوحدة الوطنية الكاذبة مثلما ندين المحاولات البائسة لشخصيات تقليدية وبقايا الطغمة الأسدية الفارّة والمجرمة تجيير نضال الجماهير الباسل لصالحها، وندعو الى مواجهتها بكل حزم .
إن ما تمارسه اليوم السلطة الحاكمة ليس «حفظاً للأمن» كما تدعي، بل هو عنفٌ منظّم لحماية بنية قمعية مفلسة والاستئثار بالبلاد لصالح طغمة جديدة . وعلى ذلك فإن مواجهة هذا الواقع لا تكون بالاستجداء، ولا بالرهان على سلطة لا تعرف سوى القمع، بل عبر: التنظّم من الأسفل، وبناء الأطر الشعبية المستقلة، وتوحيد نضالات المقهورين ضد القمع والطائفية و الاستغلال، وبناء قيادة سياسية متمرسة من أجل تحقيق الجمهورية الديمقراطية اللامركزية يعيش فيها عموم الشعب السوري بتعدديته بكل حرية وكرامة وعدل ومساواة.
في مواجهة الظلم، لا حياد.
وفي وجه القمع، لا صمت.
المجد لنضالات الجماهير المقهورة،
العار للسلطة الترميدورية وأدواتها،
والرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى.
كل السلطة والثروة للشعب
حزب اليسار الثوري في سوريا
29 كانون الأول 2025

