
(الرقة / 5-12-2025)
عقد اليسار الثوري في سوريا مؤتمره العام بنجاح يوم الجمعة 5 كانون الأول/ديسمبر 2025، في ظل ظروف داخلية معقدة تتسم بـالإنهاك والتفكك المريع الذي تعاني منه الجماهير السورية بعد عقد ونيف من الحرب والدمار. وقد شكل المؤتمر محطة مركزية لتقييم الوضع السياسي والتنظيمي للتيار ، والخروج باستراتيجية للعمل و بمهام ثورية واضحة تهدف إلى استكمال مسيرة التحرر من كل اشكال الاضطهاد والاستغلال والاستبداد والاحتلال.
المحور الأول: تحليل نقدي للوضع السياسي العام
قدم خلالها عدد من الرفاق/ات تقارير سياسية وتنظيمية وإعلامية أكدت على أن السلطة الترميدورية في دمشق تعتمد في حكمها على الرضوخ للدول الإمبريالية والإقليمية، وتمارس أبشع أشكال التوحش تجاه شعبها.
وشدد المؤتمر على أن سياسات النظام النيوليبرالية لن تؤدي إلا إلى مزيد من مفاقمة الظلم الاجتماعي ، في الوقت الذي تواصل فيه ممارساتها الفاشية الطابع والطائفية التي تفاقم من تمزق الجماهير.
كما تم التأكيد على أن إسقاط نظام الأسد ومنظومته الأمنية يجب ألا يكون بديلاً عن إسقاط البنية الاقتصادية – الاجتماعية التي أنتجها. كما ناقش دور الدول الامبريالية الاقليمية والدولية وتنافسها على الساحة السورية، وتاثيراتها الكارثية على كفاح الجماهير السورية وعلى مستقبل البلاد.
واعتبر المؤتمر أن المهام التي يطرحها الواقع تفرض على الثوريين:
العمل على كل القضايا التي تهم الجماهير وضمن صفوفها مثل وقف العنف والسلام، والقضايا الديمقراطية، ومناهضة الطائفية والعنصرية والتدخلات الامبريالية. والعمل على ربط ساحات نضال المضطهدين والانخراط فيها وتوحيدها وتنظيمها.
التحرك الجذري لتفكيك علاقات الإنتاج عبر بناء اقتصاد موجه لخدمة الغالبية الساحقة من الفقراء والمهجرين.
المحور الثاني: المهام البرنامجية والتحول نحو الحزب العمالي الثوري
ناقش المؤتمر وأقرَّ برنامج عمل اليسار الثوري المنبثق من كراس “التيرميدور السوري”. ويؤكد هذا البرنامج على المضي في صيرورة بناء الحزب الاشتراكي العمالي الثوري كأداة لتحرير الطبقة الكادحة.
كما تم في هذا الصدد إقرار حزمة من المهام الانتقالية التي يجب على التيار تكثيف العمل عليها، أبرزها:
إسقاط المنظومة القديمة بالكامل وبناء جمهورية ديمقراطية لا مركزية تقوم على الحقوق المتساوية والمواطنة لجميع السوريين والسوريات.
إعادة بناء الاقتصاد على أسس العدالة الاجتماعية، بما في ذلك تأميم الموارد الطبيعية، وتطبيق الإصلاح الزراعي، وتأميم الشركات الصناعية الكبرى.
تعزيز دور الطبقة العاملة عبر بناء نقابات عمالية مستقلة وضمان مشاركة العمال في إدارة المصانع والشركات.
تحرير المرأة ودعم حقوقها عبر إلغاء جميع القوانين التمييزية وضمان المساواة الكاملة.
العدالة الانتقالية بمحاكمة مجرمي النظام السابق وأطراف الثورة المضادة.
تعزيز التضامن الأممي ومواجهة المشروع الصهيوني بصفته يد الإمبريالية المتقدمة في المنطقة، والتأكيد على ضرورة تحرير فلسطين كاملة. والخلاص من كل الاحتلالات.
المحور الثالث:
التقرير التنظيمي ، وتغيير الاسم من تيار الى حزب والالتزام بالمركزية الديمقراطية حيث صوت المؤتمر على قرار بالتحول الى حزب وتغيير اسم تيار اليسار الثوري الى حزب اليسار الثوري في سوريا .
كما ناقش المؤتمر مقترحات تعديلات اللائحة الداخلية، التي ركزت على مبدأ “نقاش حر، وعمل مشترك موحد ومركزي”.
كما تم التأكيد على:
العمل على تعزيز نشاط الحزب ورفع سوية التنظيم الداخلي ببناه التنظيمية والحزبية، لضمان أعلى مشاركة ديمقراطية ونشطة للرفاق/ات.
التقدم نحو بناء الحزب العمالي الثوري الجماهيري عبر تنمية القدرات التنظيمية وتوسعة الانغراس الشعبي.
تم التصويت على إستكمال المقاعد في لجنة العمل المركزي ، والتأكيد على أن مهمة لجنة العمل المركزي هي إدارة وتحديد سياسات التنظيم ومواقفه ونشاطاته، وهي الهيئة العليا بين مؤتمرين.
واختُتم المؤتمر بتأكيده الالتزام بـالثورة الدائمة والعمل على بناء عالم خالٍ من الاستغلال والقهر، حيث تكون السلطة بيد العمال والكادحي
