
شهدت العاصمة الألمانية برلين اليوم واحدة من أكبر المظاهرات منذ أشهر، حيث خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع رفضاً للهجمات الوحشية على قطاع غزة وللمطالبة بإنهاء الحصار المفروض عليه.
انطلقت المسيرة بعد الظهر من ساحة ألكسندربلاتس باتجاه غروسر شتيرن، حيث اختُتمت الفعالية بكلمات ونقاشات ثورية شارك فيها فنانون ونشطاء، في مشهد جسّد روح المقاومة الأممية. وقدرت الشرطة أعداد المشاركين بنحو 50 ألف متظاهر، بينما أكد المنظمون أن الأعداد فاقت التوقعات، لتتحول برلين إلى ساحة حقيقية للصوت المناهض للإمبريالية والصهيونية.
دعت إلى المظاهرة أكثر من 50 منظمة وجمعية، من بينها منظمات حقوقية كمنظمة العفو الدولية في ألمانيا و”ميديكو إنترناشونال”، إلى جانب أحزاب يسارية وقوى محلية. ورفع المتظاهرون لافتات حملت شعارات ثورية مثل: “أوقفوا الإبادة في غزة” و*“لا أسلحة لإسرائيل”*، مطالبين بوقف فوري لتصدير السلاح إلى الكيان الصهيوني وفرض عقوبات عليه.
✊ مشاركة التيار اليساري الثوري السوري
شارك الرفاق من تيار اليسار الثوري في سوريا المقيمون في برلين في المظاهرة، وألقوا كلمة ثورية أكدت على مركزية القضية الفلسطينية في الصراع العالمي ضد الإمبريالية والرأسمالية. وفيما يلي نص الكلمة:
“نجتمع هنا اليوم كجزء من نضال المقاومة، المقاومة ضد كل نظام قمع، وكل علاقة استغلال، وكل بنية هيمنة. إن القضية الفلسطينية ليست مسألة معزولة تخص شعباً واحداً فقط، بل تمثل جبهة حاسمة في النضال العالمي من أجل التحرر، ومرتبطة بالضرورة بتحرر جميع المضطهدين. فالسلاسل التي تقيد فلسطين تُفرض من قبل النظام الإمبريالي ذاته الذي يستغل العمال والشعوب في كل مكان.
ونحن نعلم أيضاً أن داخل اليسار الدولي قد ظهرت تناقضات. لقد شهدنا انقسامات في النقاشات حول كيفية النضال من أجل فلسطين حرة. لكن هذه التناقضات داخل اليسار ليست نقاط ضعف، بل فرص؛ فمن خلال مواجهتها نتعلم من التجربة الفلسطينية ونصقل معركتنا ضد الإمبريالية والرأسمالية. إنها تكشف الشروط المادية للصراع، وتتيح مجالاً للتحليل والنقد.
نؤكد هنا، بلا تردد وبلا مساومة: دعمنا للمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها هو دعم غير مشروط. نحن لا نفرض شروطاً على المظلومين في مقاومتهم لظالميهم. فالمقاومة حقهم، وضرورتهم، وكرامتهم.
اليوم نشهد تحولاً ملحوظاً: فالقوى الليبرالية والإصلاحية، التي طالما بقيت على الهامش، دخلت الآن إلى ساحة النضال. هذا التغير لم يحدث من تلقاء نفسه، بل جاء نتيجة حراك شعبنا، الذي خرج إلى الشوارع، ورفع صوته، وجعل استمرار الصمت أمراً مستحيلاً. ومع ذلك، يجب أن نكون واعين وألا نسمح لهم بإعادة تشكيل الخطاب حول حركتنا، وألا نخاطر بأن يتم احتواؤنا داخل خطابهم الإصلاحي. ومن هنا، ندعو إلى التضامن مع منظمي التظاهرة الأخرى وكل شعاراتها. نحن تعبيران مختلفان عن نفس القضية.
وكما نعلم جميعاً: “التغير الكمي يؤدي إلى تغير نوعي.” كل مظاهرة، كل تعطيل، كل تدخل، كل فعل تضامني، يساهم في مسيرة تحررنا.
تحيا فلسطين. تحيا المقاومة. يحيا التضامن الأممي.”
إعداد الرفيق أبو جاد
