
انطلقت الانتخابات التشريعية لبرلمان نظام الطغمة صباح أمس الاثنين في مناطق سيطرة الحكومة، وسط احتجاجات في محافظة السويداء رافضة للاقتراع الذي لا يُتوقع أن يفضي لأي تغيير في المشهد السياسي في البلاد، ويصفه السوريات والسوريين بـ”المسرحية الهزلية”.
ويختار الناخبون السوريون 250 نائبا بمجلس الشعب، الذي لا يتمتع بسلطة حقيقية تذكر في نظام الطغمة الرئاسي السوري، وثلثا مقاعده محجوزة لأعضاء حزب البعث الذي يتزعمه بشار الأسد.
وتتزامن الانتخابات مع مؤشرات متزايدة على انفتاح دبلوماسي تجاه دمشق، كان آخرها إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه قد يدعو نظيره السوري لزيارة تركيا، ورد الأخير أمس بإبداء استعداده لقبول تلك الدعوة، لكنه وضع شروطا لذلك من أبرزها أن يبحث الاجتماع انسحاب القوات التركية من شمالي سوريا.
وشهدت ساعات النهار هدوءاً في أغلب مراكز الاقتراع، باستثناء محافظة السويداء في جنوب البلاد.
وتجري الانتخابات التشريعية، في حين يوجد أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الخارج غير قادرين على المشاركة في التصويت.
كما تأتي في وقت يواصل فيه الاقتصاد السوري التدهور مع ارتفاع معدل التضخم وشح الاستثمارات الأجنبية في ظل العقوبات الغربية مع توقف عملية كانت تقودها الأمم المتحدة بهدف إيجاد حل سياسي للصراع.
وتسيطر حكومة نظام الطغمة الآن على معظم أنحاء البلاد بمساعدة من إيران وروسيا، وذلك بعد مرور أكثر من 13 عاما منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مارس/آذار 2011.
لكن شمال شرق سوريا موجود تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كما تخضع مناطق بشمال غرب البلاد لفصائل مسلحة تابعة للاحتلال التركي.
وتنظم الانتخابات البرلمانية في سوريا مرة كل 4 سنوات، ويفوز فيها بانتظام حزب البعث الذي يقوده الأسد بغالبية المقاعد، وتغيب أي معارضة فعلية مؤثرة داخل سوريا بينما لا تزال مناطق خارج سيطرة النظام.
جرحى بالسويداء
وشهدت مدينة السويداء وقرى محيطة بها احتجاجات مناهضة للانتخابات، وقال مراسلنا هناك أن محتجين أقدموا على تحطيم وحرق صناديق الاقتراع في بعض مكاتب التصويت في المدينة.
وأفادت مصادر طبية بإصابة عدد من المتظاهرين بجروح بعد إطلاق نار مصدره قيادة الشرطة في مدينة السويداء جنوبي سوريا.
وأوضحت مصادر محلية أن متظاهرين رصدوا انتشار عناصر أمن على أسطح الأبنية المقابلة لساحة الكرامة في المدينة التي تشهد مظاهرات منذ عدة أشهر ترفع شعارات منددة بالنظام السوري.
من جهتها، أفادت وسائل إعلام سورية بأن مجموعة ممن وصفتهم بالإرهابيين حاولوا الاعتداء على قيادة الشرطة في السويداء، وقالت إن قوى الأمن تصدت لهم بالشكل المناسب ثم لاذوا بالفرار.
وقد أفادت مصادر محلية بخروج مظاهرات في عدة بلدات ومناطق بمحافظة السويداء جنوبي سوريا رفضا لانتخابات مجلس الشعب.
وأظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون اقتحام محتجين لمراكز انتخابية وإغلاقها وتحطيم صناديق الاقتراع في عدة بلدات وقرى بالمحافظة.
وتشهد السويداء منذ منتصف أغسطس/آب الماضي احتجاجات أسبوعية، انطلقت إثر رفع الدعم الرسمي عن الوقود وتطورت للمطالبة بـ”حل سياسي”.
وزادت وتيرة المظاهرات في فبراير/شباط إثر استئناف السلطات السورية عملية التسويات الأمنية للمطلوبين للخدمة العسكرية والاحتياطية في مركز داخل المدينة بعد توقف منذ نهاية العام الماضي
مشاهد عيانية لمسرحية انتخابات برلمان النظام
بسؤال العديد من المواطنين/ات وفي أماكن متعددة حول انتخابات برلمان النظام كانت أجوبة الجميع بعدم مشاركتهم بالانتخابات بل واستهزأوا بها مع الشتائم لهكذا مجلس ولأعضائه ومرشحيه معلنين أنه مجلس ضد مصالح الشعب وأعضائه يعملون لمنفعتهم الشخصية فقط. وهذا ينم عن وعي متشكل من التجارب السابقة ومن واقع الحال الرديء للغاية . ولكن كان ملاحظا أن هناك نسبة قليلة جدا من المشاركين في التصويت؛ اغلبهم اما يمثلون مكرهين واما اقرباء المرشح أو أهالي ضباط ومسؤولي النظام أي المنتفعين من وجود النظام .
وأيضا كان ملاحظا انعدام المقترعين من الأوساط الشعبية عموما .كان هناك بعض الأشخاص المقربين من المرشحين يدخلون لبعض القطاعات الحكومية ويطلبون هويات الموظفين وهويات عائلاتهم وفي مناطق التجمعات كبازارات لبيع الخضار مثلا ويعرضون مبالغ أو وعود منافع لقاء إعطاء الهويات لاستخدامها زورا بالتصويت.
في بعض القرى اوقف مجموعات المرشحين لبرلمان النظام شاحنات محملة بسلل غذائية وأكياس طحين أمام بيوت المخاتير ليقوموا بدورهم بدعوة الأهالي ليستلموا معونات من المرشحين لقاء هوياتهم. والمريب بالأمر انهم لايريدون منهم الذهاب للاقتراع بأنفسهم بل فقط تسليم الهوية ؛ وهذا يعني أن هوية الشخص الواحد سيقترع بها في عدة مراكز على الأغلب.
لكن الجيد في هذه الإنتخابات هو الوعي لدى الطبقات الشعبية. أن هذه الإنتخابات لاتعنيهم وليست في صالحهم وهذا رائع وتطور في الوعي الطبقي والفهم السياسي بشكل عفوي، وجب تلقّيه وصقله من الحزب الثوري الجماهيري
ونختم بما جاء على لسان أحد المواطنين حرفيا: “نحن نعلم أنه حتى وإن لم ينتخب أي مرشح لمجلس النظام سيتم اقتراعهم في الدوائر الأمنية الخاصة وفوز من يريده النظام ، ولكن جميل أن نسمع من الجماهير الشعبية استهزائهم بهكذا مجلس وبأعضائه وبشكل ساخر وشبه علني”.
كفاح سلوم _ الخط الأمامي
