
حددت “هيئة الزراعة والري” في “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا سعر شراء مادة القمح من الفلاحين للموسم الزراعي 2023- 2024.
الإدارة الذاتية تحدد سعر شراء القمح
وبحسب القرار الصادر عن “الهيئة” يوم، الأحد 26 من أيار، بلغ سعر شراء المادة بمبلغ 31 سنتًا للكيلوجرام ويخضع لنظام الدرجات العادية، في حين حددته العام الماضي بسعر 43 سنتًا للكمية نفسها، وفق ما قالته وكالة .
وقالت وكالة “نورث برس“، إنها حصلت على تصريح سابق من مسؤولين بـ”الإدارة الذاتية” أفادا بأن “الإدارة” ستشتري كامل محصولي القمح والقطن من المزارعين للعام الحالي.
مزارعون يعترضون
وبحسب ما رصدته مراسلة الخط الأمامي في الحسكة، مزارعون في مدينة عامودا يحتجون على تحديد الإدارة الذاتية سعر شراء القمح بمبلغ 31 سنتًا أمريكيًا للكيلو غرام الواحد، وطالب المحتجون برفع تسعيرة الشراء إلى ٥٠ سنتًا.
وقال أحد المشاركين، وهو مزارع من منطقة عامودا، إن التسعيرة تعتبر “ظلمًا كبيرًا” بحق المزارعين، وأكد أنه في حال استمر الوضع هكذا سيجبر المزارعون على ترك زراعة المحصول الاستراتيجي، إثر خفض سعر الشراء المستمر في كل عام.
وطالب المزارع “الإدراة الذاتية” بإعادة النظر بالتسعيرة لهذا العام بشكل عاجل.
كما خرجت مظاهرات في مدينة القامشلي مقابل البلدية، تطالب بالتراجع عن قرارات التجويع والنهب كما وصفها بعض المواطنين عبر لافتات رفعوها . كذلك خرجت مظاهرات في الحسكة وعامودا والدرباسية ومنبج وكلها تشدد على مطلب واحد، رفع سعر شراء كيلو القمح
تعليق
وعلّق الرفيق غياث نعيسة عبر صفحته على فيسبوك :
“نظريا يُفترض أن مهمة هيئات الإدارة الذاتية هي خدمة الناس والتعبير عن مصالحها العامة. وليس إنهاكهم بقرارات غير مدروسة كما جرى .
يلزم إعلاء أهميّة أن يقوم مجلس الشعوب بدوره كمؤسسة تشريعية ورقابية على عمل الهيئات الإدارية. تكرار هكذا قرارات تعسفية سيخلق هوة تتسع بين هيئات الإدارة الذاتية والناس.”
وكان تأخر “الإدارة الذاتية” بتسعير المحاصيل الزراعية لموسم الحصاد الحالي، قد عرض المزارعين لاستغلال تجار الحبوب من القمح والشعير.
تسعيرتان لشراء القمح
وتوجد في محافظة الحسكة تسعيرتان لشراء المحاصيل الزراعية، تصدر الأولى عن حكومة نظام الطغمة في دمشق، والثانية عن “الإدارة الذاتية” في مناطق شمال شرقي سوريا.
وكان مجلس الوزراء في حكومة النظام السوري قد حدد سعر شراء مادة القمح من الفلاحين للموسم الزراعي 2023-2024 في بمبلغ 5500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد (0.36 دولار أمريكي) أي أكثر من السعر الذي أعلنته “الإدارة الذاتية”، وذلك خلال جلسة المجلس في 23 من نيسان الماضي.
أقل من العام الماضي
وكانت “الإدارة الذاتية” قد اشترت من المزارعين مليونًا و150 ألف طن من إنتاج القمح لموسم حصاد العام الماضي، بسعر 43 سنتًا من الدولار لكل كيلوغرام (3700 ليرة سورية حينها)، وأعلنت في 31 من تموز 2023، إيقاف عمليات الشراء من المزارعين.
ويعتبر القمح من المحاصيل الاستراتيجية الرئيسة في سوريا، وكان متوسط إنتاج المحصول منذ 1990 إلى 2010 يزيد على أربعة ملايين طن.
سياسات ممنهجة لتقويض الإنتاج
وسجلت سوريا في 2006 أعلى رقم في إنتاجه بمقدار 4.9 مليون طن، وفق المكتب المركزي للإحصاء، وكان متوسط الاستهلاك المحلي 2.5 مليون طن، ما أتاح فائضًا للتصدير يتراوح بين 1.2 و1.5 مليون طن.
لكن منذ سنوات، بعد سياسات تقويض الإنتاج، تؤمّن حكومة النظام القمح من روسيا بطرق وأساليب متعددة، منها عبر اتفاقيات ثنائية نادرًا ما يتم الكشف عن تفاصيلها، أو عبر مناقصات تطرحها “المؤسسة العامة للحبوب” في سوريا لشراء القمح.
نقف مع المحتجين وندعم مطالبهم العادلة والمحقة، ونؤكد صوابية مطالبتهم للإدارة الذاتية دون غيرها فهي المعنية بخدمة الناس وتحقيق مصالحهم العامة ومواجهة السياسات الممنهجة لتقويض الإنتاج التي يمارسها نظام الطغمة
.
الخط الأمامي









