تيار اليسار الثوري في سوريا
عاصفة الحزم, بين تحليل اليسار وميزان التجار
6/5/2015
لوركا السوري
سقط صالح .ومؤيدوه قالوا تنحى بمحض إرادته . صالح الذي كان مدعوما خليجيا وسقط نتيجة ثورة شعبية عارمة وتنحى بضمانات ومبادرة خليجية ضمنت له عدم المحاكمة والاستمتاع بأمواله المسروقة بل وضمنت بقاء حزبه كما هو وبكل شخصياته وكوادره وأدوات فساده وبأجهزته الأمنية التي أسسها بنفسه .
كان ذلك مؤشراً خطيراً لعدم نجاح الثورة والتغيير بشكل كامل٬ وبأن الأحداث لن تتوقف عند هذا الحد وأن كل حكومات الوحدة والشراكة لم تنجح في إنجاز مهامها لأنها لم تكن حرة في قرارتها واختيار أعضائها فكيف تنفيذ برامجها الاقتصادية والاجتماعية . ولأن تنظيم القاعدة الذي أسسه صالح ودعمه أصبح أكثر قوة وعنفاً. بالإضافة للتهميش الذي عانى منه الحوثيين خلال سنوات حكم صالح والحروب الستة التي خاضها ضدهم أدت إلى شعورهم بالاضطهاد في وطنهم وطلب المساعدة من الخارج وتحديداً إيران في ظل تجاهل العرب ﻷوضاعهم لمجرد الاختلاف في المذهب٬ ولم يكن الحوثيين وحدهم المهمشين٬ بل هناك طبقات مفقرة من الشعب تعيش في ظل ظروف مأساوية أيضا ..لقد أوجدوا في اليمن البيئة المناسبة للصراع القادم .الفقر والتخلف ولعبوا على وتر الطائفية والمناطقية لإلهاء الشعب اليمني عن استكمال ثورته . فهناك أطراف جاهزة لهذا الصراع وأحزاب تذكيه وتبرره .
فالحوثيين ومن معهم مدعومين من إيران وهذا لا يمكن إنكاره٬ وحزب التجمع اليمني للإصلاح المدعوم من قطر وحديثا من كل دول الخليج . هذا عدا عن وجود تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات المتشددة ..وبقي الفساد مستمراً وأدى ذلك إلى احتجاجات شعبية تحت راية أنصار الله الحوثية وشارك بها الكثير من الأحزاب والقوى الوطنية .
ولكن بدأ الوضع يتأزم وبدأ الحوثيين بمعركتهم للسيطرة على السلطة وكان ذلك غير مبررا. وأدى لحدوث تطورات خطيرة في المشهد اليمني ..ولكن قابله تجاهل من القوى المدعومة خليجيا لكل دعوات الحوار وكيل الاتهامات للحوثيين بعدم الجدية في الحوار ..بدأت القوى الإقليمية بلعبتها عبر أدواتها من كل الأطراف … في حين بدأ الحوثيين بالتوسع يؤيدهم شريحة من الشعب اليمني وبعض القوى المحسوبة على الرئيس صالح في ظل التقاء غريب للمصالح .
وكان لا بد من تفعيل الحوار الوطني لولا تدخل دول الجوار .لقد بدأ العدوان على اليمن بحجة دعم الشرعية والديمقراطية يقوده تحالف أنظمة تفتقر للشرعية والديمقراطية ويريد أن يلغي مكون أساسي من مكونات الشعب اليمني. وليس خافيا على أحد أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في هذا العدوان هذا عدا التدمير الممنهج للبنى التحتية لليمن ليبقى دائما فقيراً وبحاجة للمساعدة فيما بعد .
ولقد كان الحل الأمثل أمام الجميع هو الحوار ولأن هذا الحوار كان من الممكن أن يؤسس لدولة عادلة وشراكة حقيقية فلم يعجب دول الخليج وكذلك إيران .ومضى أكثر من شهر على بدء عاصفة الحزم ومآلاتها من ما يسمى بإعادة الأمل ولم يحقق هذا التحالف أهدافه سوى في زيادة مأساة اليمنيين وحصارهم وتدمير بلدهم بحجة نشر الديمقراطية ودعم الشرعية ولم نر مثل هذا التحالف في مناسبات متعددة كانت بحاجة إليها شعوب المنطقة ..إن النظام الرجعي السعودي ومثيله الإيراني هما الخطر الداهم على شعوب المنطقة وهما داعمي الاستبداد وقادة للثورات المضادة . ومن مدارسهم يتخرج كل قادة التطرف على اختلاف مذاهبهم .
إن الحل في اليمن يكمن في حوار اليمنيين مع بعضهم من دون تدخل القوى الإقليمية وهذا يصعب تحقيقه في ظل تبعية جميع الأطراف ولكن المأساة ستعيدهم لجادة الصواب . وفي الوقت نفسه ٬ فاني أستغرب كيف ان بعض قوى اليسار تهلل لهذا العدوان وتتحدث عن ضبط التوازنات في المنطقة لصالح الأمة العربية وكأن هذه الحرب لصالح الشعوب وليست لصالح الأنظمة . ولم يكتفوا بالتأييد بل تجاهلوا كل الدمار والضحايا المدنيين وما يعانيه الشعب اليمني من حصار . ورغم معرفتهم أن أنظمة الخليج هي من دعمت قوى التطرف في سورية . فانهم في نفس الوقت يتغنون بأمجاد تلك الأنظمة وبجرأتها المتأخرة في مواجهة المد الفارسي كما يقولون .
إن عاصفة الحزم لن تحقق أهدافها بل ستزيد من مأساة الشعب وتضع العراقيل أمام أي حل سياسي .يمكن الوصول إليه عبر الحوار الوطني .
النصر للشعوب المضطهدة
النصر للثورات العربية
كل السلطة والثروة للشعب
تيار اليسار الثوري في سوريا
