تيار اليسار الثوري في سوريا
التدخل الروسي في سوريا
21/9/2015
بقلم: مازن الأحمد
سمعنا وقرأنا ورأينا التطورات الأخيرة في المسألة السورية والتي كان أهمها إعلان رسمي روسي وسوري عن استعداد وترتيب لتدخل عسكري روسي ميداني واسع في سوريا بذريعة محاربة الارهاب . يأتي هذا الإعلان في ظل خسارة النظام الفادحة لمدن وقرى سورية ومطارات وكتائب وألوية عسكرية ، وأيضاً في ظل هبوط الروح المعنوية لدى مقاتليه ومناصريه وتيقن البعض منهم أن أسطورة النظام الذي لا يسقط قد تتبدد وتتلاشى وأن وعوده بنصر قريب لم تعد تقنع حتى الأطفال. أي ان التدخل العسكري الروسي جاء لإنقاذ النظام الميت كلياً عله يصمد حتى يبيع ما تبقى من البلد لحلفائه مقابل جرعات من الأوكسجين تبقي عليه في السلطة.
واجراءات تعزيز القواعد العسكرية في الساحل وخلق أخرى جديدة وتواجد خبراء في مواقع أخرى ومد النظام بأسلحة متطورة فردية وثقيلة واستراتيجية هو بمثابة إعلان تعهد الروس بالدفاع عن الأسد شخصياً ونظامه معه . ولكن الأخطر من هذا كله انه إن كان التدخل الروسي بذريعة مكافحة الإرهاب فمن الارهاب في نظر الروس؟ هل هم داعش، النصرة. جيش الفتح، جيش الإسلام.
أحرار الشام أم الجيـش الـحـر والجماهير . والجماهير الشعبية التي خرجت وتخرج في مظاهرات سلمية تنادي : حـريـة حـريـة.
أي أن التدخل العسكري الروسي في مضمونه وأهدافه، إن اكتملت مساعيه وشروطه ودفعت له الفاتورة اللازمة من هيمنة ونهب لخيرات البلد، سيسعى للقضاء على كل من ناهض النظام المستبد القائم، أي أنه سيقتل الثورة وثوارها وانصارها قبل داعش واشباهها هذا ان كانت داعش ،أصلاً، ضمن اولوياته.
التدخل الروسي سيكون كتدخل حزب الله الذي، حتى الآن، لم يحارب داعش إلا مرور الكرام.
إذن، التدخل الروسي في الازمة السورية سيكون أولاً لوأد الثورة وتعزيز دور الأسد ونظامه، وقلب المعادلة وإعادة ترتيب القوى والأطراف بما يسمح بإظهار أن الأسد هو ما تبقى وما بقي ومن صمد وحارب واستبسل في وجه الارهاب العالمي! وإعادة تقديمه على أنه “بطل “في زمن قلت فيه الابطال .
في هكذا حال، فإن انتصار الثورة المضادة تكون قد استكملت .
لا للتدخل الروسي تحت اي ذريعة كانت
لا لأي تدخل أجنبي في سوريا
عاش كفاح الجماهير الشعبية من اجل تحررها
ثورة حتى النصر
تيار اليسار الثوري في سوريا
21/9/2015
