تيار اليسار الثوري في سوريا
الثورة تيتمت
10/1/2016
مازن الأحمد
في سنين الثورة السورية وسياقها شاهدنا ما لا نرغب ولقينا ما لم نأمل وقوبلنا بما لا نريد. فقد كانت ومازالت كل الدول الراعية بالاسم للثورة السورية والداعمة لها عبارة عن داعمي أزمة وخالقي مأزق ومحترفي لعبة توازنات القوى وتوازي كفتي الميزان . منذ بداية الثورة السورية وتطور الحراك الشعبي وانتشاره ووضوح معالم سورية الجديدة الحرة الديمقراطية بدأت تظهر على العالم أجمع علامات عدم الرضى عن انتصار قوى ديمقراطية وثورية وقيام نظام جديد حر وعلماني يستوعب كل السوريين ويحقق طموحاتهم بكل شرائحهم..
فبدأت الدول العربية والغربية بإنشاء ميليشيات خاصة أو تطوير مجموعات منشأة سابقاً وإلباسها ثوب التطرف الديني وتغيير توجهاتها وحرف مسارها وهذا ما نجحوا به . ونحصد جميعاً نتائجه بدمائنا و دموعنا وخيبات أملنا . لو أردنا اليوم إحصاء النتائج التي حصلنا عليها في الخمس سنوات التي مضت وتمضي ماذا نجد ؟
في البداية نجد أن أكثر من 12 مليون مواطن سوري هجروا داخلياً وخارجيًا منهم أكثر من 4مليون مواطن هجروا ووزعوا على دول العالم بصفة لاجئين .أي اكثر من نصف الشعب وأغلبيتهم الساحقة من المعارضة من مشعلي الحراك الشعبي ونجد أيضاً أكثر من 800 ألف سوري قتلوا في الحرب بين مقاتل حر وآخر في جيش النظام ومدنيين من كافة المناطق والمواقف والاطياف والأهداف وأيضاً نجد أن ما يقارب المليون مواطن سوري تعرض للاعتقال او الخطف من قبل النظام او المعارضة او حتى قوى الثورة المضادة منهم من فك اسره وأغلبهم مازال رهن الاعتقال أو في عداد المفقودين عشرات الآلاف استشهدوا تحت التعذيب أو في السجون ومنهم أطفال ونساء وشيوخ ثمانين بالمئة من المنشآت الحيوية السورية العامة والخاصة تضررت أو دمرت بالكامل وثمانين بالمئة من المباني السكنية في المدن والقرى السورية دمرت بالكامل وسرقت الممتلكات العامة والخاصة أكثر من 95% من دور العبادة الإسلامية والمسيحية في المناطق الخارجة عن حكم النظام او التي يسيطر عليها داعش دمرت بشكل كامل بقصف النظام أو بتفخيخ داعش وفي التدقيق أيضا نجد أن أكثر من 75% من السوريين في الداخل والمخيمات يعيشون تحت خط الفقر بكثير ويفتقرون لأبسط مستلزمات المعيشة .
ولو أحصينا ما هو دور المعارضة اليوم وموقعها في الداخل نجد أنه مع بداية عام 2016 النظام السوري وبمساعدة روسية وايرانية وبدعم من الميليشيات يعود مجدداً إلى الميدان والسياسية على أنه ليس الخاسر الأكبر ويتقدم ولو كان تقدما بسيطاً في أنحاء سورية لكن على حساب المجموعات والفصائل الثورية بشكل أساسي دونما تقدم يذكر على حساب داعش أو النصرة .
وهذا مخطط مفهوم فمحاربة داعش ذريعة .لكن الهدف الرئيسي للنظام وحلفائه هو أضعاف والقضاء على ما تبقى من الفصائل وحتى المواطنين العزل ممن يؤمنون بأهداف الثورة ونلاحظ أيضاً تنامي قوى الثورة المضادة وبشكل كبير وتأصل الفكر التكفيري في بعض الشرائح وتزايد الاحتقان الطائفي وتصفيات على أساس طائفي او فكري او مذهبي ويقتصر وللأسف الشديد اليوم دور المعارضة السورية وتواجدها الفعلي فقط في بروتوكولات خارج الأراضي السورية.
وبضع مجموعات ثورية في الداخل تم تهميشها لإيمانها بأهداف الثورة وتطلعات الشعب . وملايين من المؤمنين بالقضية هجروا وهاجروا إلى بلدان عدة نتيجة ضغوط عديدة مارسها النظام أو قوى الثورة المضادة أو فرضها واقع الحرب واحتدام المعارك اذاً٬ نحن اليوم نعيش واقع ثوري مؤسف٬ وثورتنا اليوم ثورة مظلومة يتيمة هجر أبنائها وحورب أهلها وخدعت ممن يدعون تأييدها وأصبحت سوريا أرضاً للمعارك وساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية بذريعة دعم الثورة أو مكافحة الإرهاب
كل السلطة والثروة للشعب
تيار اليسار الثوري في سوريا
10/1/2016
