تيار اليسار الثوري في سوريا
الدراما السورية و الثورة
يامن الحلبي
يحاول الإعلام السوري الحكومي منذ بدء الثورة في سورية تسليط الاضواء والتركيز على بث عدة رسائل منها: التأخر والتخلف الذي كانت تعيشه سوريا قبل مجيئ آل الاسد إلى الحكم النظام السوري يحارب الارهاب ويقف في وجه المجرمين بكل بسالة الشعب السوري يعيش حالة قصوى من الترف والرفاه الجميع يشكر النظام وهو سعيد بنظام الحكم والحاكم ولا من معترض عليهم الا من كان مندساً أو عميلاً هذه الرسائل التي يضخها الاعلام الحكومي يومياً بتنا نلاحظ تردادها في أعمال درامية عديدة٫ منها مسلسل “باب الحارة” ٫ والذي يعرض حالة من الجهل والتخلف والعصبية التي كان يعيشها الشعب ٫ وفق الرواية الحكومية٫ و بأن المرأة السورية ابان هذه الفترة كانت مضطهدة ولا يسمح لها الخروج أو الدخول ولا حتى الادلاء برأيها بأقل الاشياء, والحقيقة ان هذا الادعاء كاذب٫ فعلى العكس٫ سوريا شهدت فترة أواخر الاحتلال الفرنسي وبعده قبل مجيئ الاسد إلى الحكم فترة تسمى بالعصر الذهبي حيث اشتهرت التعددية الحزبية ٫ والممارسة الديمقراطية٫ وكنت تجد في العائلة الواحدة هنالك من هو يساري ومن هو ديموقراطي و اخواني, وكان الامر عادياً .
وكانت الناس تعبر عن رأيها٫ إلى حد كبير٫ بكل حرية . بينما التحول في هذا المسار اتى بعد ما يسميه الخطاب الرسمي “ثورة الثامن من آذار ” التي ٫كما يصورها الاعلام الحكومي السوري٫ أعطت الحرية للمرأة وحققت العدالة الاجتماعية, وفق نفس الخطاب الرسمي٫ دون ان ننفي٫ انها ساهمت بتحقيق نوع ما من التطور الاقتصادي الاجتماعي في البلاد.
و لتشهد ٫ لاحقاً ٫ في عام ١٩٧٠ بما يسميها النظام الحركة التصحيحية التي أتت بالأسد الأب من خلال انقلاب عسكري على رفاقه البعثيين٫ والتي دشنت ٫ على إثرها ٫دخول سوريا في حالة من القمع والاستبداد يرثى لها, واحتكار للسلطة والثروة لصالح طغمة حاكمة.
ومع انطلاقة الثورة السورية في مارس 2011 ٫ جاءت الدراما السورية لتصور رجال الأمن في حالة نزاهة قصوى وبأن المواطن السوري يطلب وبشكل دائم الحماية من الجيش الباسل بسبب تخوفه من خطر المجموعات الارهابية المسلحة, واصفاً الثوار السوريين بأنهم أشخاص متوحشين ٫ وجوههم مرعبة وافعالهم شريرة٫ يقومون بالسرقة والخطف والقتل ٫وبأنهم عملاء ولا يستهدفون سوى المدنيين الابرياء العزل وأما الجيش الباسل فإنه حالة فريدة من نوعها من الشجاعة والشرف ٫ على عكس ما يحدث على أرض الواقع٫ حيث يشكل الجنود الفقراء لحم للمدافع٫ وتقوم القيادات العسكرية بإصدار أوامر لأبشع الممارسات بحق الناس.
إن الخطاب الرسمي لنظام الطغمة في الاعلام والفن وغير ذلك إنما يشكل أداة من أدوات إعادة إنتاجه اليومية٫ وشرعنة وجوده. هنا يبقى سؤال أليس من واجب الفنانين السوريين الذين وقفوا ويقفون مع الثورة ان يقوموا بأعمال درامية وفنية تظهر واقع الثورة السورية٫ وما فعله ويفعله النظام بحق جماهير شعبنا الثائرة من جرائم ٫ وما ابدعته الجماهير نفسها ٫ ايضا٫ منذ انطلاقة الثورة حتى وقتنا هذا؟.
عاشت الثورة الشعبية السورية
عاش كفاح الجماهير الشعبية من أجل تحررها حرية٫ كرامة وطنية٫ عدالة اجتماعية
