حول قوى الثورة المضادة الرجعية في الثورة السورية
تيار اليسار الثوري في سوريا
14/9/2013
غياث نعيسة
(أخذ من الحوار المتمدن-العدد: 4216 – 2013 / 9 / 15)
- بداية ، مما لا شك فيه أن الجماهير الشعبية ثارت ضد النظام القائم على القمع والفساد والاستغلال ، وما تزال . وأن هذا النظام هو المسؤول عن كل الآفات التي تنخر بلادنا. وأن الجماهير ثارت من أجل الحرية والتحرر والمساواة والعدل الاجتماعي .
- هذا الإقرار لا ينفي بأن الثورة الشعبية، كغيرها من الثورات، أفرزت أيضاً قوى رجعية وظلامية ،رغم تزايد عددها لكنها ما تزال أقلية، تشكل خطراً حقيقياً عليها. وهي من مكونات الثورة المضادة ، التي يعني تجاهل تأثيرها أو نفيه ترك الثورة فريسة لها وتعريضها لخطر جدي بإجهاضها، كما فعل جورج صبرة مثلا عندما أكد ،برعونة ، أن جبهة النصرة مكون من مكونات الثورة أو ميشيل كيلو عندما تحدث عن قبلات وود مقاتليها وحسن استقبالهم له.
- فالمشكلة ليست في الايمان الديني للناس من عدمه ، وهو حق لا نقاش حوله. بل المشكلة تكمن في أنه لا يجوز تبرير ممارسات رجعية ومضادة للثورة بحجج أن أغلبية الناس في بلادنا مؤمنين ومسلمين. وأن العدو الرئيسي هو النظام فقط . لا هذا غير صحيح .
- فالعدو الرئيسي للثورة الشعبية ليس النظام فقط. بل وكل مكونات الثورة المضادة التي تشمل المجموعات التكفيرية الرجعية. وهذا ما يؤكده مواجهة الجماهير الشعبية لهذه المجموعات في المناطق التي تعمل فيه الأخيرة على فرض نموذجها السياسي والاجتماعي الرجعي والظلامي.
- لان الخطر ليس في قضية الإيمان الديني، التي لا تعنينا وهو حق لا يناقش أصلاً ، الخطر هو في البرامج والممارسات التي تحملها هذه المجموعات الرجعية وتعمل على فرضها بالقوة والعنف، في المناطق “المحررة”.
- لان كل منها يدعي انه حامل كلام الرب الصحيح وحده ، أي تعتبر نفسها أنها هي وحدها الفرقة الناجية، ومن يقول ذلك لا يترك مكاناً للبشر .
- فالدولة الإسلامية في العراق والشام داعش (مع شقيقتها النصرة) أعلنت في بيان لها بدء حملة ل”نفي الخبيث” لضرب “المنافقين” ومن بينهم كتائب الفاروق ، وإن كنا نعتقد أن كتائب الفاروق ” أكثر اعتدالاً” من داعش وأخواتها فسنكون مخطئين، حيث أن كتائب الفاروق أعلنت في بيان لها في 12 أيلول رداً على داعش أن ما تعمل له هو “انها لا ترضى بغير الإسلام وشريعته قانوناً ودستوراً وترفض كل الأفكار المستوردة والعقائد المرذولة، والتقاليد المذمومة ، والأطروحات المخالفة لشرع الله، كالديمقراطية ، والدولة المدنية والعلمانية بكل مفاهيمها…”.
- اذن، نحن هنا أمام برنامج فاشي ورجعي واضح وصريح لهذه القوى الظلامية، وإن حدث صراع فيما بينها فإنه إنما يدور، أيديولوجيا ، حول من يحتكر فيما بينها تمثيل الرب على الأرض ، أما واقعياً، فان تناحرهم هو لتقاسم مناطق النفوذ والغنائم.
- إنه برنامج رجعي ومضاد للثورة ، وممارسات هذه المجموعات الرجعية هي ممارسات فاشية حقيرة.
- وبالتالي فإن الموقف الصحيح والضروري للمقاومة الشعبية المسلحة(الجيش الحر) هو مواجهتها بكل حزم لأنها تشكل ،كما النظام ، خطراً كبيراً على الثورة وامكانيات انتصارها بصفتها ثورة شعبية من اجل الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
