بيان: تيار اليسار الثوري في سوريا
من أجل استقلال وانتصار ثورة الجماهير الشعبية
2013 / 4 / 17

مع لعب النظام بالتحشيد الطائفي وهمجيته الرهيبة في محاولته لسحق الثورة، ومع علو الصوت الطائفي لقوى إسلامية رجعية أصبحت تشكل جزءاً من مكونات الثورة المضادة، يصادف اليوم ذكرى الاستقلال السياسي لسوريا عن المستعمر الفرنسي، وهو اليوم نفسه لعيد الرابع عند العلويين.
بعد أكثر من عامين من الثورة وتضحيات هائلة من أجل تحرر شعبنا من طغمة برجوازية عنيفة في قمعها واستغلالها لبسطاء وفقراء شعبنا من كل الطوائف والأديان والاعراق.
ليس لرأس المال والاستبداد لا دين ولا طائفة ولا وطن. إنهما علاقة اجتماعية, ولهما أنماط حكم سياسية محددة.
ولذلك لا يمكن الخلاص منهما على أسس دينية أو طائفية أو قومية, الخلاص منهما يتطلب وحدة كل الكادحين والمفقرين مهما كانت انتماءاتهم الدينية والعرقية في مواجهة سلطة رأس المال والاستبداد الذي لا دين او طائفة لهما وتحطيم الشكل الاجتماعي والسياسي الذي يستندان عليه. بغير ذلك ستستمر دورة الاستغلال والاستبداد مرة اخرى بوجوه, بالكاد, جديدة. لذلك فإننا نرى ان الثورة ستكون مستمرة حتى بعد سقوط هذا النظام، لان ديناميتها العميقة تعمل من أجل كسر العلاقات الاجتماعية المذكورة.
المشكلة ليست بما تحمله الأديان والأفكار والايديولوجيات من معتقدات, المشكلة هي في تجلياتها المادية, بمعنى كيف يتم تجييرها في الصراعات الاجتماعية لخدمة هذه الطبقة أو تلك. لصالح هذا المشروع الاجتماعي أو ذاك.
فالنظام الدكتاتوري الدموي الحاكم بعمله على تشجيع المخاوف الطائفية لا يفعل سوى ما فعلته قبله وتفعله اليوم كل الأنظمة المستبدة وهو تطبيق سياسة فرق تسد لإضعاف جبهة الجماهير المعادية له، وفي الوقت عينه فإن ما تقوم به بعض قوى المعارضة من إنتاج لخطاب طائفي مقيت إنما يخدم نفس الهدف وهو شق وحدة الجماهير ضد النظام لإعادة إنتاج نظام شبيه بالحالي وبعلاقاته الاجتماعية والسياسية نفسها، لصالح نخبة جديدة من المستغلين والحاكمين.
نجاح وانتصار الثورة الشعبية يتطلبان مواجهة كلا الطرفين, بالاستناد إلى برنامج وممارسة نقيضين لهما. مما يجعل من وجود يسار ثوري فاعل ومنظم في الثورة مسآلة حياة آو موت.
وهو المدخل الوحيد لتحقيق استقلال الجماهير الشعبية الحقيقي، عن انتماءات وايديولوجيات دينية أو قومية رجعية، مناهضه، باستخداماتها السياسية في الصراع الاجتماعي العنيف الدائر، من قبل النظام وقوى الثورة المضادة، لمصالحهم المباشرة والعامة كشرائح اجتماعية.
عاش كفاح العمال والكادحين والمضطهدين المشترك , من كل الاديان والطوائف والاعراق
من اجل سلطة العمال والكادحين وديمقراطيتها من الأسفل
من أجل الاشتراكية
كل السلطة والثروة للشعب
تيار اليسار الثوري في سوريا
2013 / 4 / 17
