بيان تيار اليسار الثوري في سوريا
الوحشية لن تكسر ارادة الجماهير الثائرة
5 /2/ 2012
-
منذ نهاية الشهر الفائت تصاعد انفلات آلة القتل والدمار للطغمة الحاكمة من عقالها، مع طرح الخطة العربية التي طالبت بتنحي الطاغية لصالح نائبه، حيث اقتحمت قواتها العسكرية وميليشياتها العديد من المدن والبلدات. وقد استفاد هذا النظام الدموي من نقاشات مجلس الأمن المتواصلة والتي منعته الحكومتان الروسية والصينية، باستخدام الفيتو، من تبني قرار يدينه، ليقوم بهجوم وحشي ومدمر على أحياء مدينة حمص مقترفاً فيها مجزرة بشعة جديدة في يومي 3-4 شباط تضاف إلى المجازر المستمرة له بحق جماهير الشعب الثائرة والصامدة. وتستدعي هكذا بربرية للنظام الحاكم موقفاً حازماً من كل القوى والضمائر الحية والمحبة للعدل والحرية في العالم بإدانتها والتنديد بها والدعوة لمحاسبة مرتكبيها. والحال، فإنه بالرغم من التضحيات والآلام العظيمة التي تقدمها جماهير الثورة الشعبية، إلا أن نظام القتلة قد باء بالفشل الذريع في مسعاه لسحق الثورة وكسر إرادة الشعب الثائر.
-
إن الجماهير الشعبية في ثورتها العظيمة تسطر أروع صفحات البطولة والتفاني والشجاعة والنبل في مواجهة واحد من أعتى أنظمة القتل والترويع في المنطقة، وهي تعرف بحدسها وخبرتها أن الدول المعنية بالملف السوري إنما تعنيها مصالحها الأنانية القريبة والبعيدة أكثر مما يعنيها تضحيات وآلام الشعب السوري في ثورته، لهذا فإن الجماهير الثائرة لا تراهن سوى على قوتها الذاتية وارادتها الخلاقة التي ستقهر وتسقط نظام عائلة الأسد الدموية. و تعلم أيضاً أنه بقدر ما تمتد المشاركة الجماهيرية في الثورة لتشمل من ما يزال متردداً أو خائفاً، و بقدر ما تبرز وتتسع قوى الحراك الثوري التي تحمل راية الحرية و المساواة و العدالة الاجتماعية لتشكل حاملاً قادر على منع الوقوع في فخ و مستنقع الطائفية التي يدفع لها نظام الاستبداد الساقط و قوى الثورة المضادة، بقدر ما يتحقق ذلك، يعني أن المسار الثوري قد طرق درب تخفيف الآلام و التضحيات و التسريع في سقوط النظام، و فتح الأفق لبناء سوريا الجديدة القائمة على الحرية و الديمقراطية التعددية القائمة على اساس المساواة لكل مواطنيها بلا تمييز على أساس الجنس او العرق او الدين .
-
لكي نمنع تكرار مجزرة حمص والمجازر الاخرى التي ترتكبها الطغمة الحاكمة، فإننا نشدد على أهمية أن يعرف النظام الفاسد أنه إنما يواجه الشعب السوري كله بمختلف مكوناته، وليس أحياء من مدن أو مدينة هنا أو بلدة هناك. ردنا، الذي يجب أن يستمر في كل الساحات هو أن من يواجه الدكتاتورية، التي لا لون طائفي حصري لها، هو كل السوريين والسوريات في كفاحهم الرائع من أجل الحرية. ولهذا السبب فشل النظام في تقسيم الحراك الثوري، ولا سيما على أساس طائفي، ليتسع الطوق الشعبي الرافض له. وعلى هذا الأساس سيفشل دائماً. فالشعب السوري واحد وموحد في صراعه ضد الطغمة الحاكمة.
-
لقد برهن الاضراب العام الذي أعلن في نهاية العام الماضي عن فعاليته في شل، ولو بقي محدوداً، قدرات النظام الاقتصادية والعسكرية، مثلما رفع الاضراب من سوية الوعي السياسي للثائرين. واليوم اذ أعلن عن حركة عصيان عام لمدة ثلاثة ايام، احتجاجاً على مجزرة حمص فإننا لا ندعو فقط، كل المناضلين اليساريين الى المشاركة الفعالة والدعوة له، بل إننا ندعوهم ايضاً إلى تفعيل ومتابعة حركات الاضراب (بمطالب سياسية واقتصادية واجتماعية) والعصيان المدني والتوافق عليها مع كل قوى الثورة، لأن هذه الأشكال النضالية هي وحدها القادرة عل شل إمكانيات وقدرات النظام المادية واللوجستية في التحرك والقمع.
يا نشطاء سوريا الثوريون
-
لنتابع تصعيد حملات الاضراب والعصيان من أجل شل هذا النظام الدموي بنضالاتنا المشتركة وبطاقات الشعب السوري الثائر وحده، وهي طاقات لا حد لها، وبناء الهيئات والمجالس المحلية لإدارة شؤون الجماهير الثائرة بنفسها، فالنظام الدكتاتوري يترنح رغم كل ادعاءاته الزائفة بالتماسك. فإننا بتضامن ووحدة الشعب السوري ومقاومته الجبارة يمكننا سريعاً إسقاط نظام عائلة الأسد.
أيها العمال والفلاحون والطلبة والعاطلون والموظفون
أيها الكادحون والمعذبون في سوريا
معاً نحو الاضراب العام الجماهيري على الصعيد الوطني
المجد لشهداء الثورة
والنصر للشعب السوري الواحد…. الواحد
تيار اليسار الثوري في سوريا
دمشق في 5 /2/ 2012
