تيار اليسار الثوري في سوريا
الشعب الفلسطيني يقاوم وكفاحنا مشترك
9/7/2014
– مجدداً تقوم الدولة الصهيونية بشن حرب متوحشة ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة التي تتعرض إلى قصف مدمر منذ أيام، كما يتعرض الفلسطينيون في المناطق الأخرى إلى القمع والاعتقال.
– ومرة أخرى لا صوت يعلو لأنظمة الطبقات الحاكمة في بلادنا بإدانة لهذه الأعمال الوحشية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وكيف لا وهي أنظمة ترسخت في خضوعها للمصالح الإمبريالية، وهي التي أثبتت منذ عقود طويلة أنها حليف موضوعي للدولة الصهيونية، والعدو الأول لشعوبها.
– لقد فاقمت الدولة الصهيونية من عنفها بحق الفلسطينيين وخاصة في غزة، بعد حادثة اختطاف ثلاثة مستوطنين في 12 حزيران، حيث اعتقلت المئات منهم، وقتلت أكثر من ثلاثين فلسطينياً وجرحت العشرات. وجاء الإعلان عن مقتل هؤلاء المستوطنين الثلاثة إلى قيام حملة إعلامية كبيرة داخل الدولة الإسرائيلية تنضح بالعنصرية، وتدعو إلى قتل العرب، وهذه العنصرية الهمجية ضد العرب ليست حدثاً طارئاً في الدولة الصهيونية، بل هي مكون أساسي لها منذ قيامها عام 1948 كمشروع استعماري استيطاني على حساب الشعب الفلسطيني، وباعتبارها كلب حراسة للمصالح الإمبريالية في المنطقة بأسرها.، وتجلت آثار هذه الحملة العنصرية الشرسة بقيام عدد من الإسرائيليين باختطاف وقتل الفتى الفلسطيني محمد أبي خضير حرقا.
– اندلعت احتجاجات الجماهير الفلسطينية على إثر هذا الفعل الشنيع، وهي جماهير تعاني عقوداً من القهر والقمع والاضطهاد وحرمان من حقوقها العامة، ومن حقها في وطنها، وهي جماهير تغلي، كشقيقاتها في البلدان المجاورة التي تثور منذ أكثر من ثلاث سنوات، من أنظمة تنهبها وتحرمها من حقوقها، إن كانت الدولة الصهيونية أو السلطة الوطنية أو سلطة حماس. ولكن إسرائيل لا تعرف سوى لغة العنف والقتل والتهجير ضد شعبنا الفلسطيني، فالغارات تنهال، منذ أيام، على غزة لتدمر وتقتل وخاصة المدنيين العزل الذين يعيشون في هذا القطاع المحاصر والمنهك منذ أكثر من سبعة أعوام.
– لقد أفصحت الأنظمة البرجوازية الحاكمة في بلداننا عن مدى تخاذلها وتحالفها الموضوعي مع الدولة الصهيونية ضد كفاح الشعب الفلسطيني وتعرت تماما، وهي التي ساهمت في تدمير قدراته على المقاومة، وجميعها شريك بالدم الفلسطيني بلا استثناء.
– في سوريا، قام نظام الطغمة البرجوازي في بلادنا بسحق المقاومة الفلسطينية على مدى عقود، حين دخل لبنان عام 1976 وخلال حرب المخيمات، وحصار طرابلس في لبنان في الثمانينات، ولم يكف عن محاولة إخضاع فصائل المقاومة لخدمة مصالحه الضيقة، ورغم جعجعة خطابه القومي ساهم في حرب الخليج الثانية عام 1991 إلى جانب القوات الأمريكية. بل أبشع من ذلك دمر النظام مخيم اليرموك قرب دمشق وغيره من المخيمات في المدن السورية الأخرى، وقتل أكثر من ألف لاجئ فلسطيني منذ اندلاع الثورة بداية عام 2011، واعتقل المئات وهجر الآلاف منهم، وإخوتنا الفلسطينيين في سوريا يشكلون جزءا أساسيا من الثورة وأدركوا، كبقية الجماهير السورية، أهمية انتصار الثورات في المنطقة كشرط لتحرير فلسطين.
في حين لم يخجل نظام الطغمة بالتصريح على لسان رامي مخلوف في حزيران 2011 بأنه لا استقرار لإسرائيل بدون استقرار سوريا.
لقد اختبرت جماهير شعوبنا في ثوراتها، في الأعوام الأخيرة، بأن فلسطين تقبع في القلب من السيرورة الثورية الجارية، وبأن الثورات التي تشهدها بلاد منطقتنا مرتبطة ببعضها إلى حد كبير، وبأن مآلاتها مترابطة فيما بينها. فإن انتصار الثورة الشعبية السورية، والأمر ذاته ينطبق على الثورة المصرية وغيرها أيضا، إنما يعني فتح جبهة مواجهة جديدة ضد الإمبريالية والأنظمة البرجوازية التابعة لها وشرط ضروري على درب تحرير فلسطين. بينما هزيمتها يعني تراجعاً على هذا الدرب.
إننا إذ نعلن عن تضامننا الكامل مع كفاح الشعوب كلهم من أجل تحررها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل الصهيونية، نشدد على أهمية علاقة التأثير المتبادلة، فحريتنا من حريتهم وانتصارنا من انتصارهم، والعكس صحيح.
ولا نرى من حل حقيقي للقضية الفلسطينية، إلا من خلال تدمير الدولة الصهيونية التي تقوم على الاستعمار والاحتلال والفصل العنصري، والتي، بخلاف ادعائها، لم تجلب أمنا وسلاماً حتى لليهود فيها. وعلى أنقاضها إقامة دولة ديمقراطية واجتماعية وعلمانية على كامل الأراضي الفلسطينية، تشمل العرب واليهود بدون تمييز بين مواطنيها من أي نوع كان. مع كفالة حق العودة إلى اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية، أولئك منهم الذين هاجروا داخل بقية الأراضي الفلسطينية مثل غزة أو غيرها، وأولئك المتواجدين في البلدان المجاورة والعالم.
وعلى هذا الطريق، فإن تحرير فلسطين يقتضي انتصار الثورات في عموم بلدان المنطقة، والتي تشمل ليس فقط سوريا ومصر والأردن ولبنان … بل والسعودية وقطر ودول الخليج وإيران.
إننا نقف بشكل حازم مع مقاومة وكفاح الشعب الفلسطيني من أجل استعادة كافة حقوقه وأراضيه، ومع كفاح شعبنا من أجل استعادة الجولان والسيادة الوطنية ومواجهة التدخلات الإمبريالية الشرقية والغربية، وكفاحنا واحد في سبيل انتصار الثورات الشعبية في بلداننا من أجل التحرر والمساواة والعدالة الاجتماعية.
كل السلطة والثروة للشعب
تيار اليسار الثوري في سوريا
دمشق في 9 /7/2014
وقد قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بنشر بياننا هذا وقالت: أعلن تيار اليسار الثوري في سوريا عن تضامنه الكامل مع كفاح كل الشعوب من أجل تحررها, لا سيما الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل الصهيونية, نشدد على أهمية علاقة التأثير المتبادلة , فحريتنا من حريتهم وانتصارنا من انتصارهم, والعكس صحيح.
