
ارتفعت أسعار الدروس الخصوصية والجلسات الامتحانية خلال الأسابيع الماضية لأسعار غير مسبوقة حتى أصبح راتب الموظف الحكومي لا يغطي سوى أجور جلسة واحدة.
بحسب موقع أثر برس المحلي، بدأ المعلمون بالإعلان عن افتتاح جلسات امتحانية خاصة يجري من خلالها مراجعة المنهاج بالكامل والتركيز على المعلومات المهمة أو كما يدعوها البعض بـ”التوقعات”، وخاصة المواد الأكثر أهمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء للفرع العلمي، إذ وصل سعر الجلسة إلى 80 ألف ليرة سورية ما جعل الكثير من الطلاب يشكلون مجموعات ليتمكنوا من تسديد ثمن الجلسة.
بلغت أجور جلسة مواد اللغات كالإنكليزية والفرنسية والعربية نحو 100 ألف ليرة سورية في الساعة الواحدة، وتعد هذه المبالغ مرتفعة بالنسبة لدخل بعض الأهالي.
رأي الطلاب
أوضح (معاذ) طالب بكالوريا علمي أنه بدأ ترميم الضعف في مواده الدراسية ولديه التزام مادي كبير تجاه هذه الجلسات ووصفها المرتفعة الثمن وأن والديه ينفقان كل مدخولهما الشهري لتسديد أقساط هذه الجلسات.
قالت الطالبة (شام) بكالوريا أدبي إنها تعاني من أسعار الجلسات المكثفة التي تقام في منزل المعلم، إذ تضطر للدخول مع مجموعة من الطلاب لتتلقى الاستفادة المطلوبة لأن الطالب بحسب تعبيرها لا يستطيع تحمل تكلفة الجلسة لوحده لأنها غالية.
المعاهد
تعد المعاهد الخاصة من عوامل التوفير على الطالب، إذ تقدم جلسات مكثفة لكل مادة على حدة، لمراجعة المنهاج كاملًا في غضون أيام وساعات معدودة. وقد وصل سعر الدورة المكثفة لمادة اللغة الإنكليزية إلى 100 ألف ليرة سوريا على الطالب الواحد.
أكدت الطالبة إيمان، بكالوريا أدبي، أنها دفعت مبلغ 750 ألف ليرة لكافة المواد، إضافةً إلى مبلغ 280 ألف للتسجيل في الجلسات الامتحانية لكل المواد.
أثار ارتفاع أسعار الجلسات الامتحانية خوف الأهالي والطلبة، إذ بدأ الكثير منهم ببيع أغراض منزله لتسديد أقساط الجلسات.
اعتبر عدد من المعلمين أن واقع المعيشة يفرض عليهم رفع أسعار الجلسات الامتحانية المقامة في منازلهم وأنهم ينتظرون شهر أيار وحزيران بفارغ الصبر، إذ تعتبر فترة لجني ثمار تعبهم طوال العام.
تباينت أسعار الجلسات بين معلم وآخر، وقد بينت (علياء) معلمة لغة فرنسية أنها تأخذ من الطالب 10 آلاف ليرة ضمن مجموعة، وإذا كان الطالب لوحده تأخذ 30 ألف ليرة، معتبرة المبلغ بأنه “ضمن المعقول”.
أضاف معلم آخر أنه من الطبيعي أن تختلف أسعار جلسة مادة الرياضيات عن جلسة مادة الاجتماعيات نظرًا إلى صعوبة المادة وتعقيدها وثقلها على الطالب والمعلم معًا، أما المواد الأدبية يكتفي المعلم بتقديم المعلومة بسلاسة ووضوح ويقع عاتق حفظها على الطالب نفسه.
الحاجة للجلسات الخاصة
الجدير بالذكر أن طالب الشهادة سواء أكان في الصف التاسع أم بكالوريا يعاني من الخوف والتردد فيضطر للمجازفة من أجل إتمام المنهاج كامل ولتحقيق نتائج مذهلة للوصول إلى هدفه.
وفقًا لمصدر من مدرسة الشهيد يوسف الأزروني المختلطة فإنه لا يوجد شاغر في المدرسة من معلمي البكالوريا ويتم تأمين البديل دائمًا وأن كل الكادر مختص وملتزم ولكن لا بد من توجه الطلاب نحو الجلسات لتأكيد معلوماتهم وتثبيتها.
أضاف المصدر أن طلاب المدارس الخاصة يتخذون ذات الخطة ويخضعون للجلسات المكثفة والجلسات الامتحانية.
يتوجه معظم الطلاب إلى الدروس الخاصة والجلسات الامتحانية لأسباب عدة، منها التعليم الضعيف في المدارس أو عدم قدرة الطالب على الاستجابة داخل الصف نظرًا إلى الأعداد الكبيرة الموجودة فيه، إضافةً إلى رغبة بعض أولياء الأهالي في حصول أبنائهم على درجات عالية بصرف النظر عن اكتسابهم للمهارات والقدرات لذلك نجد أن الدروس الخصوصية ليست فقط مظهرًا من مظاهر التفاخر الاجتماعي بل حاجة ملحة في ظل غياب وضعف العليم الرسمي وغلاء التعليم الخاص.
انعكس انخفاض قيمة الليرة السورية وارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية في السوق السوداء على الوضع المادي والإنفاق وارتفاع أسعار كافة المواد المستوردة والمحلية، إضافةً إلى سياسات النهب المستعر لنظام الطغمة وبعض أمراء الحرب ما زاد من أعباء المعيشة لغالبية السكان، ليصبح أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر.
المصدر: أثر برس _ صوت العاصمة _ وكالات