
رغم انتقادات واشنطن الشكلية، اتخذت جامعة الدول العربية قرارًا باستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة بعد تعليق عضويتها لأكثر من عشر سنوات. وتأتي الخطوة في سياق مسعى إقليمي لتطبيع العلاقات مع نظام الطغمة.
أفاد القرار بأن استئناف مشاركة سوريا في “اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها” سيسري على الفور بينما دعا أيضًا لإصدار قرار بشأن الأزمة الناتجة عن الحرب الأهلية السورية بما يشمل اللاجئين في الدول المجاورة وتهريب المخدرات في المنطقة.
بينما دفعت دول عربية منها الإمارات في اتجاه إعادة العلاقات لطبيعتها مع نظام الطغمة عارضت دول أخرى -ومنها قطر- التطبيع الكامل دون وجود حل سياسي للصراع السوري. ووضعت دولًا أخرى كالأردن شروط محددة متعلقة باللاجئين والمخدرات.
على شعوب العالم أن تدرك أن احتمالية ما حدث للشعب السوري أن يحدث في أي بقعة على الأرض ولو بسيناريو مختلف ممكن جدًا بعد تتويج انتصار الثورة المضادة إقليميًا.
إلى حد ما هذا شيء محبط، ولكنه في الوقت نفسه يؤكد أن الثورة صعب أن تنجح في بلد واحد وإذا نجحت يستحيل أن تستمر ضمن حدودها الوطنية.
حاليًا حقيقة المشهد هي دكتاتوريات تعيد إحياء ديكتاتور، زعماء عصابات يتفقون على طريقة جديدة لنهبنا. والزبدة أن هذا النظام الدولي القائم على المصالح الرأسمالية لا يعد البشر إلا تفاصيل و بإمكانه إحياء ودعم أي مجرم قادر على الحفاظ على أكبر نسبة من المصالح.
القرارات الدولية ومجلس الأمن وحقوق إنسان مجرد إبر مخدر سبق واستُعملت على الشعب الفلسطيني من أجل أن تحافظ على استقرار مراكز الرأسمالية ليؤمّن استمرار النظام ذاته فقط، وليس خدمة للبشرية ومحور شعوبها، لذا كل محاولات إصلاحه أو نيل الحرية من خلاله أضغاث أحلام طوباوية.
تأتي عودة سوريا للجامعة العربية في أعقاب إطلاق الأردن مبادرة لرسم خارطة طريق لإنهاء الصراع السوري تتضمن معالجة قضايا اللاجئين والمعتقلين المفقودين وتهريب المخدرات والفصائل المسلحة في سوريا.
الأردن وجهة رئيسية للكبتاغون، وهو مادة مخدرة من الأمفيتامين تسبب الإدمان وتنتجه سوريا، كما إنه نقطة عبور لهذه المادة إلى دول الخليج.
علقت الجامعة العربية عضوية سوريا عام 2011 بسبب الحملة العنيفة على الاحتجاجات المناهضة لنظام الطغمة في الشوارع التي هزمت في بحر من الدماء.
الخط الأمامي