
يعد فطر الكمأة عملًا موسميًا عالي الدخل، ما دفع حواجز الفرقة الرابعة والميلشيات الإيرانية للسيطرة على مناطق جمعه، وكذلك تم منع الاقتراب من أماكن وجوده وتهديد من يقترب منها بالقتل، وقد جرت عمليات تصفيه جسدية لعشرات الأشخاص بين ريف تدمر وريف سلمية، فهذا الفطر قابل للتصدير، وقد تجاوز مبيع الكيلوغرام الواحد 150,000 ليرة سورية.
أكد الإعلام السوري أمس استشهاد نحو 32 مدنيًا نتيجة إطلاق النار في أثناء عملهم بجمع فطر الكمأة وسط سوريا، متهمًا عناصر من تنظيم “داعش” بهذه الجريمة.
فقد استشهد نحو 32 مدنيًا نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل عناصر ملثمة، في أثناء عملهم بجمع فطر الكمأة في منطقة دويزين شرقي حماه، بحسب ما ورد عن مراسلنا في سلمية.
ونقلت “صحيفة الوطن” السورية عن مدير المشفى الوطني في السلمية، أن سيارات الإسعاف تمكنت من نقل 26 جثة من الضحايا الذين قضوا في البادية برصاص عناصر تنظيم “داعش”، بينما بقي 6 آخرون لم يتم العثور على جثثهم حتى تاريخ صياغة هذا الخبر.
أكد مراسلنا أن النظام بنى شادرًا في منتصف ساحة سلمية، وقد ظن المواطنين أنه شادر عزاء لأرواح الشهداء الذين قضوا في أثناء قطف فطر الكمأة، ولكن تفاجئ الجميع بأنه للاحتفال بعيد الجلاء.
في حادثة منفصلة، قتل أربعة رعاة ماشية وخطف اثنان في أثناء رعيهم الأغنام في ريف دير الزور خلال هجوم شنّه مسلحون يرجِّح المراسل أن يكونوا تابعين للفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية.
منذ بدء موسم جمع الكمأة في شباط/فبراير، تشنّ الفرقة الرابعة بنحو متكرر هجمات تستهدف العمال في البادية السورية المترامية الأطراف، تتخللها عمليات إطلاق رصاص وخطف، بهدف السيطرة على عملية جمع الثمار.
رغم المخاطر، يواصل سكان المناطق المتاخمة للبادية السورية جمع الكمأة التي يستمر موسمها حتى نيسان/أبريل وتباع بسعر مرتفع، ما يفسر الإقبال على جمعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة مع حرب مستمرة منذ أكثر 12 عامًا.
في الثامن من نيسان/أبريل الجاري، استشهد 6 مدنيين، نتيجة انفجار لغم ادعى الإعلام الرسمي أنه من مخلفات الإرهابيين، عند ذهابهم لجمع الكمأة في بادية السخنة في ريف حمص الشرقي.
في سياق تصريف ما تستولي عليه الفرقة الرابعة، يعد فطر الكمأة أولى الصادرات السورية للسعودية والإمارات وتركيا.
قالت صحيفة “تشرين” الحكومية إن كميات الكمأة المصدرة فاقت الـ 600 طن خلال عشرة أيام، منذ 25 من آذار الماضي، حتى 6 من نيسان الحالي.
أيضًا، قال عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه محمد العقاد للصحيفة، إن الكمأة تحتل المرتبة الأولى في التصدير، تليها البندورة والتفاح وبعض أنواع الفواكه والحمضيات، وتعد المملكة العربية السعودية الوجهة الأكثر استقبالًا للمنتجات المصدرة من السوق، تليها الكويت وبعض دول الخليج مثل الإمارات وقطر.
بلغت قيمة صادرات المنتجات الزراعية من دمشق 72.73 مليون دولار أمريكي، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2023، وقد احتل فطر الكمأة أعلى نسبة منها، وفق تصريحات رئيس مجلس إدارة غرفة زراعة دمشق بشار الملك، لصحيفة “الثورة” الحكومية.
نقلت صحيفة “الثورة” عن عضو لجنة سوق “الهال” بدمشق محمد العقاد قوله، في 23 من آذار الماضي، إن حركة التصدير خلال هذه الأيام، وباتجاه عدد من الدول العربية “جيدة”، وخاصة الكمأة.
أضاف العقاد “يوجد طلب كبير” على الكمأة، وأن 15 سيارة منها صُدّرت إلى السعودية خلال آذار، إلى جانب 17 سيارة أُرسلت إلى الكويت.
في كل مرة يؤكد نظام الطغمة أنه في سبيل حفاظه على السلطة والثروة أرواح الطبقة العاملة وحياتهم مجرد أرقام في سبيل مزيد من تراكم الثروة في الدوائر الضيقة لهذا النظام.
الخط الأمامي