
فارقت الطفلة “زينب عيسى حيدر” الحياة صباح الثلاثاء 28 من آذار/مارس 2023. بعد نحو أسبوعين على دخولها في غيبوبة جراء وعكة صحية أصابتها، نتيجة انخفاض حاد في السكر.
أسعِفت “زينب” حين تعرّضت للوعكة إلى مشفى “الباسل” في ”طرطوس”، حيث أمضت أسبوعًا واحدًا. ضمنه عدة أيام في العناية المشددة دون تحسُّن وضعها. قبل أن يجري نقلها الأحد الماضي إلى مشفى “الأسد الجامعي” في ”دمشق”.
نقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن طبيب رافق حالة “زينب” في مشفى “الباسل”، قوله: إن حالتها كانت معقدة وترافقت مع التهابات وانخفاض حاد للسكر.
“زينب عيسى حيدر” البالغة من العمر 15 عامًا، حصلت على المرتبة الأولى في مدرسة قريتها “حصين البحر” بريف “طرطوس” (العلامة الكاملة في الصف التاسع).
قال عضو مكتب شعبة نقابة المعلمين في “الشيخ بدر” “أيهم إسماعيل” عبر صفحته على فيسبوك: إن “زينب” دخلت فيغيبوبة منذ أسبوعين نتيجة سوء التغذية وانخفاض السكر، إذ لم تنفع محاولات إنقاذها في مشفى “الباسل” ومشفى “الأسد”.
أضاف “إسماعيل” أن الفاجعة عظيمة بأن طفلة تموت لنقص الغذاء، مشيرًا إلى أن أصحاب الأيادي البيضاء تكفّلوا بكل شيء ولكن بعد فوات الأوان، داعيًا كل شخص إلى الاطمئنان عن أحوال جيرانه.
كما لفت “إسماعيل” إلى أن والد “زينب” لم يطلب المعونة من أحد، إذ يعمل ويؤمّن مصروفًا بالحد الأدنى مستغنياً عن كثير من الأساسيات الغذائية حتى لا يطلب، ولكن جسد “الملاك الصغيرة” لم يحتمل، وفق حديثه.
بات مرض “سوء التغذية” منتشرًا إلى حد كبير بين الأطفال بمختلف أشكاله ومستوياته، نتيجة الغلاء وعدم قدرة الآباء على تأمين الغذاء الصحي السليم، في وقت يعاني 95 بالمئة من السوريين من عدم القدرة على تأمين الغذاء الصحي والسليم، مع ارتفاع أسعار الدجاج واللحوم وغيرها.
فارقت “زينب عيسى حيدر” الحياة بسبب نقص غذائي. لقد ذهبت ضحية الجوع والفقر والغلاء الممنهج الذي يقوده نظام الطغمة. لتدقّ ناقوس خطر عمّا بات عليه حال كثيرين، بعد هزيمة الثورة وتقسيم البلاد وسيطرة ميليشيات الحرب بدعم احتلالات خارجية.
إن نظام الطغمة مستمر في حربه على الطبقات الشعبية والعاملة، لذا على هذه الطبقات أن توحد صفوفها بحزب ثوري يمثل مصالحها ويعبر عنها ويحميها ويدافع عنها ويسيروا معًا نحو انتصارات صغيرة تراكم وتحضر للانتصار الكبير على الرأسمالية بكل أدواتها وأجهزتها.
الخط الأمامي _ وكالات