
صور لقاطني مخيم برخدان وهم يحاولون الحصول على بعض الدفء والطبخ في الوقت نفسه - جعفر جافو.
يعيش أكثر من ٨٠ ألف مهجر عفريني في شمال حلب، حسب إحصائيات غير رسمية وتعدادات تقريبية، تحت حصار جائر لقوات الفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
المحروقات، والأدوية، وحليب الأطفال، والمواد الغذائية، والطحين؛ كلها ممنوعة من دخول المنطقة التي باتت كأنها قطاع غزة من شدة تدقيق حواجز الفرقة الرابعة على المارة في دخولهم وخروجهم، حتى أن التفتيش الشخصي يجري لكل مار منهم على حدة، مع اشتراط حملهم ١٥٠ ألف ليرة فقط (٢٤.٥ دولار)، كما قال أحد الأشخاص الذين عبروا حاجز سجن المسلمية سيئ الصيت.
منذ 71 يومًا، تواجه خمسة مخيمات لمهجري عفرين -وعشرات القرى والبلدات شبه المدمرة بفعل العمليات الحربية المستمرة من قبل تركيا وفصائلها منذ ست سنوات- البرد والظلام في ظل عدم حصولهم على مخصصاتهم من المحروقات للتدفئة وتشغيل محركات الكهرباء “الأمبيرات”.
طبعًا، نتيجة هذا الحصار الجائر، توقفت أغلب المنظمات والمؤسسات غير حكومية عن العمل نتيجة عدم قدرتهم على تأمين المواصلات والتدفئة لعامليهم، إضافةً إلى توقف المدارس أيضًا، وإعلان مشفى آفرين –المشفى الوحيد في المنطقة– عن عدم قدرته على استقبال المرضى وإيقاف العمليات الجراحية والمستعجلة منها حتى أكثر نتيجة لتخصيصهم الوقود المتبقي لتزويد غرف العناية المشددة بالكهرباء بما يسمح للمرضى فيها بالعيش عدة أيام أخرى.
يجري تزويد المخيمات بالتيار الكهربائي ساعتين ونصف يوميًا، وذلك من نظام “الأمبيرات” دون أي وجود تغذية للكهرباء المركزية الحكومية، في حين يعتمد قاطني المخيمات خاصةً والمنطقة عمومًا على حرق الأوراق والقصاصات القماشية وملابسهم المهترئة بحالتها الجيدة للطبخ أو التدفئة.
ووصل سعر ليتر الواحد للبنزين إلى ١٧ ألف ليرة سورية (٢.٧٥ دولار) وليتر مازوت التدفئة والمحركات إلى نحو ١٠ آلاف (١.٦٣ دولار)، في حين ارتفع سعر تذكرة التنقل من تل رفعت إلى حي الشيخ مقصود في مدينة حلب إلى ١١ ألفًا (١.٨ دولار) بعدما كانت قبل فرض الحصار ٤ آلاف ( ٠.٦ دولار)، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسب تتراوح بين ٧٠٪ إلى ٩٠٪، وتواجه الصيدليات أيضًا نقصًا واضحًا في تأمين أدوية الأمراض المزمنة. هذه الأرقام بالدولار قد تبدو رخيصة جدًا للعديد من الذين سيقرؤون، ولكنها أسعار مواد أساسية في منطقة متوسط المعاشات فيها لا يصل إلى ٢٥٠ ألف ليرة سورية (٤٠ دولار).
وسمحت الفرقة الرابعة في السابع من الشهر الجاري بدخول ٢٥ صهريج محروقات، ١٠ منها لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية و١٥ لمناطق الشهباء، شرط حصولهم على ٢٥ صهريج محروقات أيضًا إتاوة (إتاوة دخول صهريج واحد هي صهريج مثله).
في حين تحتاج المنطقة حسب أهاليها ونشطاء عدة (تواصلنا معهم) إلى ما يعادل ١٧٠ صهريجًا للمحروقات شهريًا، لضمان عمل الأفران والمشفى الوحيد وتوفير التدفئة للسكان والحصول على تيار كهربائي مدة ٦ ساعات يوميًا، وكانت المنطقة تحصل على جزء من هذه المستحقات من الإدارة الذاتية في شرق الفرات التي كانت ترسلها مع دفعها العشرات من الإتاوات لحواجز المخابرات الجوية والفرقة الرابعة على طريق حلب منبج.
الصورة ١ لمسنة عفرينية حاملةً بعض أغصان الأشجار البرية للتدفئة والطبخ – جميل عبدو.
إعداد: روج موسى
