بيان تيار اليسار الثوري في سوريا
المدنيون السوريون ضحايا كل قوى الثورة المضادة
2017 / 5 / 28
- يتعرض المدنيين في سوريا إلى أبشع أشكال القتل والتنكيل والتهجير٬ تمارسها قوى الثورة المضادة المتعددة الأطراف٬ إن كان النظام وحلفائه أو القوى الفاشية والرجعية كداعش والنصرة وما شابههما٬ إضافة إلى القوى الامبريالية العديدة التي استباحت بلادنا كروسيا وما يسمى بالتحالف الدولي٬ علاوة على التدخل العسكري التركي.
- وعلى الرغم من هيمنة واسعة لقوى الثورة المضادة وتقاسمها للنفوذ في بلادنا٬ حافظ الحراك الشعبي على حيويته في العديد من مدن وبلدات سوريا٬ ونهض بقوة في كل مرة خفت فيها أصوات القنابل والبراميل والمدافع. وفي العديد من المدن التي تحتضن هكذا دينامية للحراك الشعبي حاولت قوى الثورة المضادة سحقه وترهيبه وتجريف البنى التحتية التي توفر له مقومات الديمومة. وهذا ما يفسر٬ مثلاً٬ الوحشية التي تعامل بها النظام وحلفائه في درعا ومحيط دمشق وحمص وغيرها من البلدات٬ وأيضاً الوحشية التي تعرضت لها حلب وتتعرض لها إدلب ودير الزور والرقة ومناطقها من وحشية تمارسها القوى الرجعية٬ ومنذ أشهر هو نفسه الحال فيما ما تتعرض له مدينة سلمية في محافظة حماة بما للمدينة من رمزية ثقافية وسياسية وسكانية.
- تتعرض مدينة السلمية كباقي المدن ٬ ولا سيما تلك التي تقع في خط المواجهة مع تنظيم داعش الفاشي٬ لهجمات مستمرة عليها٬ من خلال ارتكابه مجازراً بحق المدنيين في القرى المحيطة بالمدينة وأيضا استهدافها المتواصل والعشوائي بالصواريخ، لكن ما يميز هذه الهجمات الأخيرة عما سبقها هو امتلاك داعش لقدرات عسكرية جديدة٬ في هذه المنطقة٬ لم يكن يمتلكها من قبل٬ من صواريخ بمدى أبعد وطائرات استطلاع صغيرة. ومن المرجح أن داعش الفاشي قد نقل هذه المعدات من مناطق خسرها في الآونة الأخيرة وغير مستبعد أن يكون بصدد الإعداد لهجوم آخر وعلى نطاق أوسع على مدينة سلمية. وبدون تهويل الأمر٬ لكن تكرار هذه الهجمات وتغير نوعيتها٬ وعدد آخر من المعطيات٬ تدفعنا لدعوة جماهير شعبنا في سلمية وقواها الديمقراطية والثورية الى أخذ الحيطة والحذر والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات.
- إن تنظيم داعش الفاشي إضافة إلى القوى الارهابية والرجعية كجبهة النصرة وأشباهها من تنظيمات السلفية الجهادية تمثل أحد أطراف الثورة المضادة المتعددة في بلادنا٬ وهي ٬وإن تنازعت مع نظام الطغمة على السلطة والنفوذ٬ قدمت له خدمات جليلة٬ فلم تقم بقمع الحراك الشعبي ومحاولة سحق الثورة فحسب في مناطق سيطرتها٬ بل قدمت للنظام وقطاعات من الناس ذريعة الإيحاء بأن البديل القادم هو هؤلاء «قاطعي الرؤوس».
- وبالعودة لموضوع التهديد الجدي الذي تشكله هجمات داعش المتواصلة على مدينة السلمية ٫ فأننا نعتقد بأن النظام٬ لو أراد٬ فهو قادر عسكرياً على حماية المدينة. لكن القيادات التي تتحكم في الوضع هناك هي جزء من أدلة التشبيح والخطف بشكل عام وهم من يسمونهم أبناء المدينة بدواعش الداخل ٬ وقد يستخدم النظام هذه الهجمات لابتزاز سكان المدينة٬ وربما أيضاً الرأي العام العالمي.
- ولذلك فإننا ندعو أهلنا في سلمية وقواها الديمقراطية والتقدمية إلى تنظيم نفسها والاستعداد لتوفي حمايتها الذاتية إدارة شؤون حياتها بنفسها٫ وهنالك تجارب الدفاع الذاتي للجماهير تحققت خلال السنوات الماضية للثورة يمكن الاستفادة منها كما إننا ندعو قوات سوريا الديمقراطية التي أصبحت على مسافة غير بعيدة عن مدينة السلمية خصوصاً بعد سيطرتها على مدينة الطبقة وطرد داعش منها إلى التحرك لسحق تواجد قوات داعش الفاشي المهدد لسلمية وعموم المنطقة هنالك. إن ذلك يؤسس بشكل حقيقي وفاعل لنشوء قوة شعبية تشمل مناطق أوسع من سوريا تكون قادرة على هزيمة التنظيم الفاشي وتكون الخصم الحقيقي للطغمة الحاكمة في دمشق.
- فواجبنا٬ كما هو واجب كل الثوريين في بلادنا٬ توحيد النضالات الشعبية والثورية المتشظية جغرافيا٬ وهذا ما ندعو له ونعمل من أجله.
كل السلطة والثروة للشعب
تيار اليسار الثوري في سوريا
28 آيار/مايو 2017
