

استهدف نظام الطغمة السوري أحياء درعا البلد صباح الاثنين، بصواريخ “أرض-أرض” من طراز “فيل”، في محاولة جديدة لاقتحام الأحياء بعدما استعاد ثوار المدينة بعض النقاط العسكرية التي سيطرت عليها عناصر الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية الموالية لها في حي البحار جنوب درعا البلد مساء الأحد.
وسقط مساء الأحد عدد من القتلى والجرحى في قرية جلين ومحيطهما في الريف الغربي من محافظة درعا، نتيجة القصف العشوائي لقوات النظام، كذلك تم استهداف بلدة تل شهاب في الريف الغربي من المحافظة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت في محيط الحاجز الرباعي العسكري، الواقع بين قريتي الشيخ سعد ومساكن جلين غربي درعا.
وأعلن تجمع أحرار حوران أن القصف الذي يستهدف الأحياء هو الأعنف منذ بدء الحملة العسكرية للنظام على المحافظة، إذ سُجل سقوط ما لا يقل 20 صاروخ أرض-أرض، خلال أقل من ساعة في محاولة جديدة من قبل النظام لاقتحام درعا البلد وسط اشتباكات عنيفة تدور على محاور عديدة.
من جهته أعلن الناطق الرسمي باسم لجنة المفاوضات في درعا عدنان المسالمة عن انهيار المفاوضات مع قوات الأسد، مؤكداً أن المفاوضات انهارت نتيجة فرض النظام لشروطٍ جديدة منها وضع نقاط عسكرية داخل درعا البلد، ولذلك عاد القصف لتلك الأحياء .
وأضاف أن “إصرار النظام على هذه الآلية لن ينجم عنه أي تهدئة رغم محاولات الطرف الروسي”، متهماً موسكو بالوقوف مع دمشق والضغط على الفصائل. وتابع: “في واقع الأمر نرفض الحرب، لكن النظام يحاول دخول درعا البلد بعد حصارها منذ أكثر من 70 يوماً”.
وبالتزامن مع انهيار المفاوضات، أعلنت اللجنة المركزية في ريف درعا الغربي النفير العام لأهالي حوران، مهددة النظام بالحرب في مختلف أرجاء المحافظة، ما لم توقف ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران حملتها العسكرية على الأحياء المحاصرة، وتبدأ بفك الحصار عنها. وأوضحت أن الإعلان جاء بعد التشاور مع قياديين في ريف درعا الشرقي ومنطقة الجيدور شمالي درعا.
وقد أشرنا سابقا في تيار اليسار الثوري عبر بيان تضامني مع درعا، إلى أن “قوات النظام تصرّ على جر المنطقة إلى حرب طاحنة يقودها بمساعدة مليشيات طائفية متعددة الجنسيات، بهدف إخضاع المنطقة لبسطاره العسكري والقضاء على النسيج الاجتماعي وخلق تغيير ديمغرافي، محاولا سحق كل من يرفض هيمنته. كل ذلك على الرغم من محاولات اللجان المركزية السلمية والتفاوضية للوصول الى حلول مرضية لجميع الأطراف، يوقف من خلالها القتل والتجويع والدمار”.
وصّعد النظام قصفه على الأحياء المحاصرة منذ يومين، على خلفية رفض لجنة التفاوض مطالب ضباط النظام التي نقلها قياديون في اللواء الثامن والتي تضمنت، الاعتراف بعلم النظام كعلم معترف به لكل سوريا، والاعتراف بجيش النظام بأنه المسؤول عن أمن سوريا، والاعتراف ببشار الأسد كرئيس شرعي منتخب لسوريا، وذلك وفق تصريح سابق لمصدر مقرب من لجان التفاوض لتجمع أحرار حوران.
إن القضية الأساسية فيما يجري في درعا يمكن اختصارها أن الجماهير الشعبية هناك ترفض الخضوع لسياسات القمع والإذلال والتجويع التي يحاول نظام الطغمة فرضها عليها.
ما يجري في درعا هو أنموذج لروح المقاومة الشعبية التي لم تخبو بعد، رغم بحار من الدماء.
كلنا درعا.
الخط الأمامي _ تيار اليسار الثوري في سوريا