
دروس من كفاح المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى
يثير هجوم المقاومة المباغت على الكيان الصهيوني الكثير من العواطف الإيجابية، ويرفع الروح المعنوية وسط وضع يائس. يدفعنا لاستخلاص الدروس الأساسية التي قدمتها ثورة الشعب الفلسطيني لكل الثوريين وتدعيماً لتضامن الشعوب الذي لا يعرف الحدود.
الدرس الأول: في مواجهة العدو نبادر بالهجوم الخاطف ونتراجع للدفاع ونسحب قواتهم إلى الرمال المتحركة
علينا تحديد مكان المعركة وزمانها بما يخدم الأهداف الثورية، والانطلاق من نقاط القوة للعوامل الذاتية والاستثمار الأمثل للظروف الموضوعية.
_ تستفيد القوى الثورية من سرعة الحركة والمباغتة وتكتيكات حرب العصابات، وكل أساليب النضال الشعبية، لإضعاف خصمها الذي يتفوق عليها في التسليح والتقنيات والسيطرة على الإعلام.
_الانجرار لمعارك يدفعنا إليها العدو بما يتناسب مع تدريباته وخططه المسبقة سيكون خاطئا.
_القبول بالمعادلات التي يفرضها العدو سيكون ايضا خاطئا.
_الهجوم المباغت بتكتيكات تربك مخططات الجيش النظامي، وأجهزة قمعه، بغرض فرض معادلات جديدة خارج حسابات العدو وتفرض توازن جديد للقوى.
الدرس الثاني: لا نعول على المستثمرين في المقاومة، فهم سيتبعون البورصة.
من الطبيعي أن تستثمر جهات اقليمية ودولية بدعم المقاومة، لممارسة الضغط السياسي والاقتصادي على أطراف أخرى، أثناء مفاوضاتها على ملفات تتعلق بمصالحها المحلية والتوسعية.
تنزع المقاومة منهم أوراق التفاوض والاستثمار، من خلال امتلاكها لاستقلالية قرار الممارسة الثورية ، وأطلقت صواريخها وجعلتهم يستثمرون بحطامها، فعلينا ألا نعول عليهم في الدخول بالحرب فهم تجار ومقامرون ولن يكونوا مقاومين.
الدرس الثالث: ضعف الامكانيات “الآن” لا يعني أن الفعل الثوري مستحيل “غدا”.
أسست المقاومة الفلسطينية قاعدة للتصنيع، والتدريب، والتجنيد، والتوجيه، وأمن المعلومات ،خلال سنوات طويلة وبمجهودات أسطورية، واحتضان شعبي واسع لها. الضربة المبهرة التي وجهتها في تشرين الأول هي نتيجة سنوات من الإستعداد واجهت خلالها العديد من مراحل الفشل حتى وصلت إلى اليوم الموعود.
نتخذ القرار، نخطط بصبر، نضرب بحسم. التصميم و الإرادة والانضباط مفاتيح الانتصار.
الدرس الرابع: أقوى عنصر في الثورة هي روح الشعب .
نار الثورة لا تندلع في الرماد. إنما وسط شعب تعداده الملايين. القادة الثوريون قد لا يتعدى عددهم العشرات المئات والالاف، ولكن إنشاء الأجسام الشعبية والجماهيرية المنظمة والتي تشعل في الناس حس المقاومة وتبث روح الثورة وتمنع تسلل اليأس والاستسلام لنفوسهم، وتحشد هذه القوة الهائلة في سبيل التحرر والانتصار، وتبني أسس المقاومة الجماعية والتضامن، هي أقوى سلاح في الثورة، وهي ذات الثورة وموضوعها.
البنادق تكون منزوعة الذخيرة إذا لم تدعمها إرادة الشعب الثائر.
الدرس الخامس: الخونة دائماً بين الصفوف.
التعاون مع العدو يأخذ ثلاثة أشكال. الأول هو التنسيق المفتوح والمكشوف، وهو قليل الفائدة. الاثنان الاخران أكثر صعوبة في الاكتشاف. دائما، يحاول المتعاونون مع الثورة المضادة إظهار العقلانية الزائفة (لا شيء عقلاني أكثر من رفض الظلم والوقوف ضده طبعا) لتبرير الاستسلام. الثالث هو رفع الأصوات بالصراخ المدعي تاييد الثورة لكن بهدف دفعها في اتجاهات خاطئة تؤدي بها إلى الهزيمة. رفض الاستسلام أولا ورفض الاندفاع غير المدروس ثانيا دون هوادة من شروط الانتصار.
الدرس السادس: يكون التفاوض لأخذ استراحة محارب وإعادة توضيب الإمدادات والسلاح وإعادة شحن طاقة الجماهير وتنظيمها ، وقف إطلاق النار وفرض شروط المنتصر هو انتصار آخر ، فالمعركة مع الاحتلال وداعميه ليس معركة فاصلة بين جيوش ، والنصر الاستراتيجي محصلة لنجاح التكتيكات بحروب الاستنزاف المتقطعة، لا سلام مع العدو ولا استسلام له ، وإنما استراحة محارب بين الجولات.
لا نفوّض الدول بالتفاوض نيابة عنّا بل نفاوض علناً من خلال تصريحات القادة الميدانيين.
الدرس السابع: نفعل ما نقول.
مصداقية العدو منهارة ومصداقية المقاومة هي السلاح الأقوى في الحرب النفسية ولشن الحرب النفسية المضادة عليهم.
الدرس الثامن: مقاومة ولا مساومة.
عادت القضية الفلسطينية لتكون القضية الأساسية التي تشغل وجدان الشعوب ، أسقطت التطبيع ومشاريع الاحتلال ، ومشروع الدولتين ،فلا مجال للمساومة ولا تقديم التنازلات تحت مسمى دولة وطنية فلسطينية مجاورة لإسرائيل. بل دولة ديمقراطية واحدة من البحر إلى النهر أو لن يبقى منها شبراً واحداً.
هم لن يرضوا بحل الدولتين إلا إذا كان مخرجاً لعجزهم ، فلا نفتح لهم الباب.
الدرس التاسع:
التنظيم النوعي المحكم يعوض النقص العددي والنقص في الأسلحة والمعدات ، فالمقاومون والثوار المدربين والمنظمين والأشداء المستندين على الجماهير الشعبية، قادرين على انتصار الثورة النهائي.
فاطمة أحمد _ الخط الأمامي