
أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على دولة الإحتلال من 1948
“طوفان الأقصى” هجوم واسع النطاق من مقاومين فلسطينيين على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة. فجر يوم السبت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة. لقد فتح الغزاويون ثغرة بل كوّة واسعة في جدار اليأس والهزيمة والتواطئ والصهيونية العربية وسلام الأنظمة والاستعمار الاستيطاني وقهرنا وفقرنا.
وأعلن عن العملية محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واعتُبرت أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود.
تسلل خلف الحدود
وتسلل المقاومون الفلسطينيون إلى مستوطنات غلاف غزة عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج “الصقر” التابع لكتائب القسام.
وأفاد الضيف، في رسالة صوتية مسجلة فجر يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023: نعلن بدء عملية “طوفان الأقصى” بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو. وقال إن هذه الضربة الأولى تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة من العملية.
واعتبر الضيف أن “اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض”، ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي 48 للانضمام إلى هذه الحرب بكل ما يملكون من أسلحة نارية وأسلحة بيضاء، وبالاحتجاجات والاعتصامات.
كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى الدعم بالمظاهرات والاعتصامات، وكل أشكال الضغط الشعبي.
وبدوره قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن “مجاهدي قطاع غزة بدؤوا عملية واسعة بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى”، مؤكدا أن المعركة هي “تتبير الاحتلال الإسرائيلي، وقد جاءت للرد على جرائمه المستمرة”.
ودعا العاروري في كلمة له الضفة الغربية إلى المشاركة في المعركة بفتح اشتباك مع المستوطنات، معتبرا أن الضفة “هي كلمة الفصل في هذه المعركة”.
ويحمل الاسم الذي اختارته المقاومة الفلسطينية للعملية “طوفان الأقصى” دلالة الرد على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
مقاومون فلسطينيون سيطروا على عربة عسكرية إسرائيلية قرب غزة أثناء عملية “طوفان الأقصى” (رويترز)
حالة حرب
وقال جيش الإحتلال الإسرائيلي عقب العملية إنه “في حالة حرب”، وسُمع دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل ووسطها ومدينة القدس، في حين أفادت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي بوقوع معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المقاومين الفلسطينيين وقوات الأمن في بلدات بجنوب فلسطين المحتلة.
وتحدث جيش الإحتلال الإسرائيلي عن “عملية مزدوجة” قامت بها المقاومة الفلسطينية تشمل إطلاق صواريخ و”تسللا”. وقال وزير دفاع الإحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت إن حماس تشن “حربا على دولة إسرائيل”.
ومن جهته قال رئيس دولة الإحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في بيان إن “دولة إسرائيل تمر بوقت عصيب”، في حين قال رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مصور “نحن في حرب وسوف ننتصر”.
وأسفرت العملية خلال ساعاتها الأولى عن مقتل عشرات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر 35 آخرين، بعضهم جنود، وأدت إلى إغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب إسرائيل أمام الاستخدام التجاري، وتحدثت تقارير عن توقف الحركة في مطار بن غوريون الدولي.
وأشارت وسائل إعلام العدو إلى أنه “لا يمكن حصر” أعداد القتلى والجرحى بعد، في حين ذكر مستشفى سوروكا في بئر السبع أنه استقبل وحده أكثر من 80 مصابا حتى اللحظة.
سيطرة على مستوطنات
وقالت وسائل إعلام الإحتلال الإسرائيلي إن مقاومين استولوا على مركز الشرطة في سديروت، في حين اعترفت مصادر أخرى تابعة للإحتلال الإسرائيلي أن 3 مستوطنات في غلاف غزة وقعت تحت سيطرة المقاومة الفلسطينية.
وتداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للاستيلاء على مركبات إسرائيلية في بعض المناطق من القطاع عقب انتهاء الاشتباكات فيها.
وفي السياق ذاته، أغلق الإحتلال الإسرائيلي معبر “الكرامة”، الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، إضافة إلى إغلاقها جميع الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدس.
كما أغلقت قوات الاحتلال حواجز قلنديا ومخيم شعفاط وبيت إكسا والزعيّم (المحيطة بالقدس)، ومنعت التنقل من القدس وإليها بشكل كامل.
وردا على عملية “طوفان الأقصى”، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد قطاع غزة سماها عملية “السيوف الحديدية”، وبدأها بقصف جوي مكثف على القطاع.
“كل التضامن مع مقاومة الشعب الفلسطيني، وحقه بتحرره الشامل وأرضه كلها وبناء دولته الديمقراطية الواحدة من البحر إلى النهر، والخزي والعار لكل الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية العميلة. وتحرير فلسطين يمر بتحرير شعوب المنطقة من أنظمة الفساد والاستبداد والنهب”.
“طالما يوجد صهيونية واستعمار استيطاني في فلسطين ستبقى الثورة حاضرة في العالم العربي والشرق الأوسط، وستبقى إمكانية إندلاع الثورة السياسية الاجتماعية الشاملة، التي ستقودها الجماهير ضد حكامها قائمة. والنضال الدائم والساطع والملهم للشعب الفلسطيني هو السبب الأهم في بقاء هذه النار متقدة، مقدمًا مثالًا للصلابة والشجاعة والأمل لكل شعوب المنطقة.
طالما الشعب الفلسطيني حي ، الصهيونية خائفة، والحكام العرب أكثر خوفًا”.
المصدر : الخط الأمامي + وكالات