
“دم الضحايا لا يسمح للطاغية بالموت، إنه باب مُوارب يزداد ضيقاً حتى يخنق القاتل”
خالد خليفة، لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة
_ خنقَ نظام الطغمة السوريين والسوريات الذين ناضلوا ضده بالقلم والرأي والكلمة، وكان خالد أحد المبدعين من الأدباء السوريين الذين تمردوا على هذا النظام، رغم الاعتقال ومنع السفر والحجز القسري داخل البلد.
لم يستطع النظام أن يخنق صوت خالد الثوري وصرخته في وجه الاستبداد، خالد أحد المناضلين الذين سخّروا الأدب في النضال السياسي والتحرري من خلال الحكاية وتصوير الواقع وزواريبه، بعيداً عن التحريف الذي فرضه الخوف.
كبر الكثير منا على رواياته، وتعلّمنا فن الشجاعة ومقاومة الجلاد من خالد الشجاع الذي يحطم دائماً قيود العقل التي تكرسها أنظمة الاستبداد
خالد الشجاع وداعاً
لا كلمات في مراثي هذه البلاد تكفي وداعك
لا موت في هذا الوجود يكسر قلمك
الشجاع حاضراً وغائباً، وداعاً
“الحياة دوماً تمنحك فرصاً رائعة للسخرية من أعدائك إن استطعت الخروج حياً من بين أيديهم”
“السجن يعلمك قوانين بقائك حياً، في خفة الوزن وانعدام الرؤية يصبح للحياة قيمة مختلفة لا يعرفها إلا من تذوق طعم حرمانه من النظر بحرية إلى الشمس والركض للاحتماء بجدار من مطر مباغت، كل العادات التافهة في الخارج تكتسب معانٍ جديدة، كشرب فنجان قهوة بكسل وتراخي تحت أشعة شمس حارقة”
“السجن يُحيلك إلى كائن لا يعترف بالمرئيات ويمنحك فرصة كي تعيد تشكيل الخارج كما تشتهي ، يمنحك قوة عدم الاعتراف بآلام بشر عاديين يتأبطون أذرع بعضهم في الشوارع ويفصفصون البزر قرب المدافئ”
“تماماً كالموت الذي يعيد الغياب إلى معناه الأصلي ، في تلك الظلمة تموت المجازات التي نحتمي بها كي نبصق بقوة على أعدائنا”
مساء أمس على إثر أزمة قلبية باغتته في منزله في دمشق، انتهت مغامرة خالد خليفة، عن عمر ناهز التاسعة والخمسين، تاركاً لنا مجموعة من آثاره الإبداعية، الروائية على وجه الخصوص، نذكر منها أيضاً: «دفاتر القرباط» و«مديح الكراهية» و«لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» و«الموت عمل شاقّ». نعزّي في هيئة تحرير موقع الخط الأمامي أنفسنا ومحبي خالد خليفة، آملين أن نتشارك إحياء ذكراه الطيبة.