
في خطوة تعتبر جزء من سياسة النظام المعادية للمثلية الجنسية، أطلقت زوجة رئيس نظام الطغمة أسماء الأسد، خطاباً معادٍ للهويات الجنسية وللاختلاف، تحت مسمى الليبرالية الحديثة، بوصفها سبب دمار الأسرة وخطر على المجتمع والوطن.
هذه السياسة بدأت عبر خطابات ألقاها الأسد على مر السنوات الفائتة مخاطباً رجال الدين في محاولة لاستمالة التيار الديني المعتدل والحصول على المزيد من المؤيدين داخل المجتمعات المحافظة.
الخطاب جاء ضمن زيارة الأسد وزوجته للصين في زيارة رسمية لأول مرة منذ نحو عقدين، وأُعلن عن إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وسوريا في حين لم يتم التطرق إلى مشاريع تتعلق بإعادة البنية التحتية أو الإعمار.
يتصاعد الخطاب المعادي المثلية الجنسية في المنطقة لذا وجب علينا لمقاومة رهاب المثلية الجنسية ورهاب المصححين جنسياً ، استعادة تاريخنا في مواجهة القمع الجنساني والنهج الليبرالي الذي يعتاش على تسليع قضايانا.
لكننا نحتاج أيضًا إلى أن نكون مسلحين بفهم نظري واضح لسبب وجود هذا الاضطهاد. وإلا فإن جهودنا السياسية ستثبت أنها غير فعالة وستؤدي بالحركات التحررية إلى طريق مسدود.
قطع الأشخاص المثليون ومزدوجو الميل الجنسي ومغايرو الهوية الجنسية في العديد من البلدان خطوات مهمة نحو المساواة في الحقوق والعمل والمجتمع. لكن الأمر استغرق عقودًا من النضال لكسب هذه الحقوق – ولا تزال الصورة متناقضة.
فمن جهة أصبحت مواقف معظم الناس ، لا سيما مواقف الشباب ، أقل كرهًا للمثليين. لكن التنمر والمضايقات والاعتداءات على المثليين والمتحولين جنسياً لا تزال شائعة. حيث يمكن للأفكار الرجعية أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الاضطهاد – لكن من المهم تحدّيها والاشتباك معها كلما ظهرت.
لكن هذا الاضطهاد ليس متجذرًا في الأفكار التي يحملها الناس. بل اضطهاد مجتمع الميم متجذر في الرأسمالية. والظروف المادية للرأسمالية هي التي تشكل أفكار الناس.
فإن مجتمعنا ينقسم إلى طبقات، طبقة رأسمالية تستغل العمال من أجل جني الأرباح منهم. وطبقة من ملايين الناس التي تعمل مقابل اجور زهيدة لإنتاج الثروة في المجتمع ، بينما تمتلك أقلية صغيرة الشركات ووسائل الإعلام وتدير المؤسسات السياسية، وتصيغ نظام اجتماعي يحفظ مصالحها
هم الأقلية، لذا ستبقى مشكلة الطبقة الحاكمة دائما أننا أكثر عددا منهم. إذن فليكن نضالنا جنسانيا ونسويا واشتراكيًا معا لنقضي على الرأسمالية عرش الأبوية والعنصرية
سامي الحلو _ الخط الأمامي