
بدأت قوات نظام الطغمة في الحسكة هجوما استخدمت فيه الدبابات على مقرات قائد ميليشيا الدفاع الوطني في الحسكة، عبد القادر حمو، الواقعة ضمن المربع الأمني في مدينة الحسكة، بهدف تنفيذ قرار عزله بالقوة، والذي كان اتخذه النظام على خلفية خلافه مع عشائر المنطقة ورفض حمو تنفيذه.
وأكدت مصادر محلية، لـ”الخط الأمامي“، أن قوات من جيش النظام السوري بدأت الهجوم بعد منتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء على مقرات حمو ضمن المربع الأمني، مستخدمة الدبابات والأسلحة المتوسطة، وأضافت المصادر أن “حمو وأتباعه ردوا على الهجوم بتفجير بعض العبوات الناسفة والألغام في المنطقة، ما أدى إلى سماع أصوات انفجارات هائلة واشتعال نيران تسببت بحالة هلع ونزوح بين سكان المنطقة”.
وبينت المصادر أن “الاشتباكات لا تزال مستمرة بين القوات التي نفذت الهجوم وأتباع حمو، دون ورود أنباء عن اعتقاله أو تمكنها من السيطرة على المكان، ورجحت المصادر أن يكون الهجوم على حمو أسفر عن مقتله خلال الإشتباكات. ولم يتثنى لنا التأكد من صحة المعلومة حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وبدأت المواجهات في القامشلي بمدينة الحسكة بين قوات النظام وقائد ميليشيا الدفاع الوطني عبد القادر حمو والمجموعات التابعة له قبل أيام، إثر قرار عزله من منصبه، نتيجة ضغوط من زعماء العشائر، بعد الإهانة التي وجهها حمو لشيخ عشيرة الجبور الشهر الماضي، وتلاها وقوع مصادمات محدودة بين الطرفين، وتوجيه إنذارات من زعماء العشائر بعزل حمو أو مهاجمة مواقع ميليشياته في المربع الأمني، وهو ما استدعى تدخل السلطات التابعة للنظام في الحسكة وفي دمشق، حيث قررت لجنة قادمة من دمشق، حضرت بضغط روسي، عزل حمو، لكن الأخير رفض القرار، واعتصم مع مجموعته في الفيلا الخاصة به في المربع الأمني، مهددا بتفجيرها في حال محاولة اقتحامها. وسبق ذلك استيلاء قوات النظام على العديد من المواقع والنقاط التابعة لحمو في المدينة،وقد علّق نظام الطغمة الدوام في كافة المدارس الواقعة في المربع الأمني بسبب الاشتباكات المندلعة هناك.
وكانت اللجنة المذكورة قررت أيضا إعادة هيكلة ميليشيا “الدفاع الوطني” وجعلها تابعة بشكل مباشر لقوات النظام في محافظة الحسكة، وتحت إشراف قائدها العسكري اللواء منذر سعد إبراهيم، وتعيين العقيد سمير إسماعيل مسؤولاً عن كل الميليشيا بعد أن كان مسؤولها في مدينة القامشلي فقط.
ويعرف عن حمو انخراطه في تجارة المخدرات والسلاح والممارسات المسيئة بحق أهالي الحسكة، إضافة الى صلته الوثيقة مع “حزب اللّه” اللبناني والميليشيات الإيرانية.
يؤكد تطور الأحداث في الحسكة محورية النضال ضد أمراء الحرب في هذه المرحلة وضرورة استثمار التناقضات الناشئة داخل النظام في سبيل تحقيق إنجازات لو صغيرة (مطالب الحد الأدنى) لتخفف الضغط الإقتصادي على الناس وإمدادهم بالثقة والشجاعة مجددا للخروج من الإحباط العام نحو انخراط فعّال في هذه الإحتجاجات التي لاتزال متفاوتة وتكافح للنمو والتوسع.
الخط الأمامي _ الحسكة