
سوريا: ” احتجاجات كل يوم”
الحركة الاحتجاجية في سوريا: نحو تحقيق التغيير الديمقراطي والاجتماعي
مقال لشارلي كيمبلر في جريدة العامل الاشتراكي
تشهد سوريا حاليًا احتجاجات يومية، حسب ما يقوله النشطاء الاشتراكيون الذين يلعبون دورًا هامًا في هذا السياق. تنشأ وتنتشر لجان تنظيم النضال الأساسي في مختلف أنحاء البلاد، وتجذب المشاركة الشعبية في الاحتجاجات التي تستهدف الفقر وتدعو إلى سقوط النظام الحاكم. تعكس مجلة العامل الاشتراكي وجهة نظر “تيار اليساري الثوري في سوريا” حول أهمية الثورة بعد سنوات من الرعب والانقسام.
بدأت الاحتجاجات يوم الأحد الماضي كرد فعل على قرار النظام الحاكم بقيادة الرئيس بشار الأسد بزيادة الأجور بنسبة 100 في المائة، في حين ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 200 في المائة.
تتراوح أجور السوريات والسوريين في المناطق التي يسيطر عليها النظام بين 8 و20 جنيهًا إسترلينيًا يوميًا، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية لفترة طويلة.
وقد أطلقت حركات مثل “حركة 10 آب” و”حركة العمل المدني” وحزبنا – اليسار الثوري في سوريا نداءات للإضراب والعصيان المدني، وقد استجابت الجماهير لهذه النداءات بشكل كبير.
شهدت الأسبوع الماضي مظاهرات وأشكال أخرى من الاحتجاجات في مناطق مختلفة من سوريا، بما في ذلك السويداء ودرعا ودمشق وجرمانا وحلب طرطوس واللاذقية.
تعد الحركة الاحتجاجية في مراحلها الأولى، ومن الصعب التنبؤ بمستقبلها. فهي معرضة للتلاعب من قبل النظام الحاكم والمعارضة الليبرالية التي تدعم تركيا. ومع ذلك، فإن الحركات الديمقراطية واليسارية تلعب أيضًا دورًا فعالًا في هذا السياق.
تم تشكيل لجنة تنسيق للإضراب والعصيان المدني قبل عدة أيام تحت اسم “قاوم”، تضم هذه اللجنة عدة حركات نشطة، بما في ذلك حزبنا، وبالتالي فإننا نشارك بنشاط في هذا الحراك. نحن نخوض معركة الاشتراكية في هذا الصراع، والتي تهدف إلى تحقيق التغيير الاجتماعي والديمقراطي.
تعلمت الحركة الاحتجاجية العديد من الأخطاء والدروس التي تعلمتها من الموجة الأولى للثورة قبل 12 عامًا. فالشعب السوري لا يعتقد أنه سيتم إنقاذه من قبل الولايات المتحدة أو أي بلد آخر، بل يدرك أن خلاصه يكمن في أيديه. وبالتالي، فإن الجماهير في هذه الحركة تقاتل من أجل تحقيق السلام وإطلاق سراح السجناء وعودة اللاجئين والنازحين، وتعزيز الوحدة وتحقيق التغيير الديمقراطي، بالإضافة إلى انسحاب جميع القوات المسلحة الأجنبية من الأراضي السورية. كما تسعى لتحقيق سياسات العدالة الاجتماعية.
في هذا السياق، يقوم حزبنا بدور فعال في دفع معركة الاشتراكية إلى الأمام. نحن نعمل على تحويل الوعي السياسي والاجتماعي للجماهير السورية وتعبئتها من أجل تحقيق التغيير الديمقراطي والاجتماعي الجذري. نحن نعتقد أنه من خلال هذه الجهود المشتركة والتضامن المستمر، يمكن للشعب السوري إحداث تغيير حقيقي وبناء مستقبل أفضل للبلاد.
إن الحركة الاحتجاجية في سوريا تمثل أملًا حقيقيًا في تحقيق التغيير والتحرر. إنها تسعى لتحقيق مجتمع ديمقراطي يضمن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان لجميع السوريين. ومع استمرار نضالها وتنظيمها، يمكن أن تصبح قوة تحرر حقيقية تحقق آمال وتطلعات الشعب السوري في مستقبل أفضل.
شارلي كيمبلر _ جريدة العامل الاشتراكي
ترجمة الرفيقة آيلة عيسو