
أطلقت سلطات نظام الطغمة سراح الناشط السوري رامي فيتالي، بعد أكثر من 6 أشهر على اعتقاله بتهمة “إهانة وزارة الداخلية” بعدما كتب منشوراً في “فايسبوك” قبل أكثر من عام كامل طالب فيه بمحاسبة مرتكبي جرائم التعذيب وتعنيف الأطفال المتسولين الذين يقبض عليهم في مدينة اللاذقية الساحلية.
ونقلت وسائل إعلام محلية أن إطلاق سراح فيتالي جاء بكفالة مالية قدرها 100 ألف ليرة من قبل القاضي المالي، ولا يعني ذلك إسقاط التهم الموجهة بحقه بل يبقى فيتالي تحت المحاكمة.
وقال فيتالي في منشوره العام 2022 أن محاسبة مرتكبي جرائم التعذيب هو “مطلب حق ويهدف إلى تحسين صورة سوريا دولياً في مجال حقوق الإنسان، ويسهم في إيقاف العقوبات”، ليتم اعتقاله في آذار/مارس الماضي، حيث لا يتسامح النظام مع أي انتقاد موجه له حتى بعد مرور فترة زمنية عليه.
ويضيق نظام الطغمة الخناق على حرية التعبير في مناطق سيطرته، وتفاقم ذلك التضييق في السنوات الأخيرة مع هدوء جبهات الحرب في البلاد، وبدأ النظام تدريجياً بسحب الحريات القليلة التي أفسحها بعد العام 2011 وساهمت في ظهور ناشطين موالين ومدنيين في مناطق سيطرته، لا يطالبون بالتغيير السياسي الجذري بقدر ما يطالبون بتصحيح “الأخطاء التي تشوه صورة البلد، وفق تعبيرهم”.
وسبق أن أوقفت أجهزة الأمن فيتالي مرتين، الأولى كانت العام 2018 على خلفية قضية مساعدته للأطفال المشردين في الشوارع. والثانية العام 2021، حيث تعرض فيها فيتالي للضرب على أذنه التي يعاني من نقص سمع فيها، ما تسبب في عطب جهاز تقوية السمع، وخرج من الاعتقال مريضاً، حسبما كتب في “فايسبوك” حينها.
وباتت تهم مثل أهانة وزارة ما أو إدارة من إدارات الدولة، محاذير جديدة في دولة تشتهر بوجود اتهامات فضفاضة تلاحق بها السلطة الأفراد مثل “وهن نفسية الأمة” و”إضعاف الشعور القومي”. وباتت الوزارات ترفع شكاوى رسمية من أجل اعتقال الأفراد الذين ينتقدون أداءها من دون حتى التطرق إلى أسماء أشخاص عاملين فيها كوزراء ومدراء وموظفين عاديين.
وفيتالي هو ابن الباحث الموسيقي راؤول فيتالي الذي قرأ نوتة “أوغاريت” الموسيقية، وهي أقدم نوتة موسيقية مكتشفة في التاريخ. وإلى جانب التهمة السابقة، واجه تهمة إضافية هي التعامل بالقطع الأجنبي، أي بعملة غير الليرة السورية. وقالت وسائل إعلام موالية أن ذلك جاء بعد تقديمه مساعدات مالية للأطفال المشردين في شوارع اللاذقية.
وكالات _ الخط الأمامي