
بدأت الكثير من العائلات السورية مؤخراً بتخفيف نفقات الطعام في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة لمستويات غير مسبوقة مقارنة بتدني الرواتب والأجور لدرجة أنّ راتب الموظف الحكومي لا يكفي العائلة السورية المتوسطة لسد نفقات الطعام لمدة أكثر من ثلاثة أيام، وفقاً للعديد من الموظفين.
راتب الموظف الحكومي
أكدت إحدى السيدات أنّ الراتب الذي تتقاضاه لا يكفي لسد نفقات الطعام لأسرتها لمدة ثلاثة أيام مضيفة أنّ “المقالي” التي تعتبر من أكثر الوجبات توفيراً تصل كلفتها إلى 50 ألف ليرة سورية.
وتحتاج الأسرة المؤلفة من خمسة أو ستة أفراد إلى 3 كيلو بطاطا سعر الكيلو الواحد 1800 ليوة واثنان باذنجان بسعر 2000 ليرة وآخران كوسا بسعر 2700 ليرة ثم لتر زيت بسعر 15000 ليرة وتتم الاستعاضة عن السلطات والفتوش بسلطة الطماطم والخيار والبصل بكلفة لا تقل عن 10 آلاف ليرة، وفقاً لأسعار السورية للتجارة .
ونقل تلفزيون “الخبر” عن السيدة قولها إنها تقوم بتمرير عدة أيام خلال الشهر الواحد دون تحضير أي طبخة في المنزلة لتجنب حدوث أي طارئ مثل زيارة ضيف لها.
وقال أحد الموظفين في القطاع الحكومي إنّه يعمل إلى جانب وظيفته في تجارة الدراجات النارية والأدوات المنزلية المستعملة لأنّ راتبه بالكاد يسد نفقات الطعام لمدة ثلاثة أيام فقط.
وأضاف بأنّ الفواكه الصيفية والموالح والمثلجات أصبحت من المحرمات حسب تعبيره، ولا يمكنه شراؤها لعائلته ليتمكن من توفير مصروف الطعام لآخر الشهر.
وبحسب موظف آخر فإنّ راتبه وراتب زوجته يصلان إلى 300 ألف ليرة سوريا ومع ذلك لا يستطيع إعداد الطعام بشكل يومي مؤكداً أنّ كلفة أقل “طبخة” تصل إلى 50 ألف ليرة سورية.
ولفت إلى أنه أقلع عن التدخين قبل نحو سنة لتوفير ما كان يدفعه ثمن السجائر ودعم مصاريف أسرته بذلك الفارق.
البيض يغادر فطور السوريين/ات.. والبيضة الواحدة بـ1200 ليرة
استغنت الكثير من العائلات خلال الأسابيع الأخيرة عن البيض كعنصر أساسي في وجبة الإفطار بعد وصول سعر البيضة الواحدة لأكثر من 1100 ليرة سورية ذلك بعد أن غابت اللبنة والجبنة والمعلبات لذات السبب.
وبحسب صاحب أحد المحال التجارية فإنّ الإقبال على شراء البيض تراجع مؤخراً بعد تجاوز سعر البيضة الواحدة ألف ليرة سورية مضيفاً أنّ غالبية الزبائن يعرضون عن شرائه بعد معرفة الأسعار الجديدة.
ونقل موقع أثر برس المحلي عن أحد مربي الدجاج قوله إنه من الطبيعي أن يرتفع سعر صحن البيض في ظل عدم حصول المربين على الدعم اللازم خاصة العلف والمازوت وتكبدهم خسائر متلاحقة نتيجة شراءهم للعلف والمازوت بأسعار السوق السوداء إضافة لارتفاع أسعار الأدوية واليد العاملة.
وأضاف المربي أنّ خروج الكثير من المربين نتيجة الخسائر المتكررة أدت أيضاً لقلة الإنتاج وبالتالي ارتفاع أسعاره.
وقالت إحدى السيدات وهي أم لثلاثة أطفال إنها استغنت عن عدة أصناف في مائدة الإفطار الخاصة بعائلتها كان البيض آخرها بعد اللبنة والجبنة.
وأشارت إلى أنّ تخليها عن البيض يوفر بشكل يومي وبالحد الأدنى مبلغ 5500 ليرة إلى 6000 ليرة لكامل الأسرة وأنها أحياناً تضطر لشراء البيض فقط للأطفال على اعتبار أنّ أجسامهم بحاجة للغذاء والكالسيوم.
وأكد موظف في القطاع الحكومي وهو ربُ أسرة مؤلفة من سبعة أشخاص أنّ تخلى عن إحضار البيض للمنزل منذ أن كان سعر البيضة الواحدة 600 ليرة سورية معتبراً أن راتبه الشهري لن يكفي ثمن البيض.
ولجأت الكثير من العائلات مؤخراً إلى إعداد السندويش بدلاً من وجبة الإفطار بعد أن تجاوزت كلفة تحضير الفطور الصباحي لأسرة متوسطة 35 ألف ليرة سورية نتيجة ارتفاع الأسعار خلال الأشهر الأخيرة وخصيصاً المنتجات المستهلكة في وجبة الإفطار كالبيض والأجبان والمعلبات.
وبلغ وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية في شهر نيسان الفائت 5.6 مليون ليرة سورية بالتزامن مع انتهاء الربع الأول من عام 2023 بينما لا يزال الحد الأدنى للأجور 92,970 ليرة سورية أي أقل من 13 دولار شهريا، وارتفعت تكاليف المعيشة خلال ثلاثة شهور كانون الثاني وشباط وآذار 41 %، إضافةً إلى سياسات النهب المستعر لنظام الطغمة وبعض أمراء الحرب ما زاد من أعباء المعيشة لغالبية السكان، ليصبح أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر.
وكالات _ الخط الأمامي