
مقال نُشر على صحيفة العامل الاشتراكي، جريدة حزب العمال الاشتراكي (بريطانيا).
◾أعيد انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، لتمديد فترة حكمه التي استمرت 20 عامًا. حصل على نحو 52 بالمئة من الأصوات في جولة الإعادة ضد مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليشدار أوغلو الذي حصل على 48 بالمئة.
▪️كان فوز أردوغان مرجحًا بعد أن كان متقدمًا على كيليكدار أوغلو في الجولة الأولى قبل أسبوعين. وأعلن المرشح الثالث، الفاشي سنان أوغان، دعمه لأردوغان في جولة الإعادة.
▪️لكن حتى في ذلك الوقت كان الهامش ضيقًا للغاية، أقرب بكثير مما كان عليه في الانتخابات السابقة حيث فاز أردوغان.
◾حكم أردوغان بالقمع والهجمات الوحشية على الأقلية الكردية. في خطاب النصر الذي ألقاه، واصل مهاجمة المعارضة وحاول تشويههم واصفًا إياهم بأنهم “عشاق المثلية”.
▪️ساعدته سيطرته الكاملة على وسائل الإعلام الحكومية كثيرًا خلال الحملة الانتخابية. وقد خسر كيليكدار أوغلو للتو سباقًا مشوهًا.
▪️سارع المستبدون في العالم إلى تهنئة أردوغان. وأعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان عن سعادتهما حتى قبل إعلان الدولة النتائج النهائية.
◾لكن أردوغان حشد أيضًا قطاعات من الطبقة العاملة والفقراء. وقدم نفسه مدافعًا عن حقوق المسلمين ضد تهديد القمع المفترض من الجيش والمعارضة المعاديين للإسلام.
▪️ إن أردوغان، الذي دعم معظم التدخلات العدوانية لحلف الناتو الإمبريالي خلال العقدين الماضيين، قدم نفسه نفاقًا كشخصية صانع السلام في أوكرانيا والمعارض للنزعة العسكرية الأمريكية.
▪️لكنه استفاد أيضًا من الفوضى وترنح الجناح اليميني لخصومه. كانت المعارضة تأمل في فوز الجولة الأولى في 14 مايو. استند هذا إلى استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن كيليتشدار أوغلو سيتجاوز نسبة 50 بالمئة اللازمة للفوز مباشرة دون جولة الإعادة.
◾لكن هذا الانتصار لم يتحقق.
الأزمات الكبرى –أكثر من 100.000 حالة وفاة بسبب الكوفيد، والتضخم المتفشي وإخفاقات الدولة حول زلزال فبراير الذي شهد مقتل ما لا يقل عن 50.000 شخص– لم تكن كافية لفوز كيليكدار أوغلو.
▪️ فكان رد كيليكدار أوغلو بالتحرك لإسقاط أي دعم للحقوق الكردية وبتصعيد الهجمات على اللاجئين.
في حملته الانتخابية قبل التصويت الأول، قال كيليتشدار أوغلو عدة مرات إنه في حالة انتخابه، سيطلق سراح صلاح الدين دميرتاش. وهو الرئيس المشارك السابق لحزب HDP المؤيد للأكراد من السجن. كان هذا جزءًا من دفاع أوسع عن الحريات المدنية والحريات الديمقراطية.
▪️ لكن في خطابه الأول في حملته الانتخابية بعد الجولة الأولى، أجرى كيليتشدار أوغلو منعطفًا حادًا. قال: “أردوغان، ألست أنت من جلس على الطاولة مرات عديدة مع المنظمات الإرهابية وعقد صفقات سرية خلف الباب دون علم أمتنا؟”، وكانت حكومة أردوغان قد أعلنت في 2013 وقف إطلاق نار قصير الأمد مع حركة حزب العمال الكردستاني المسلحة.
▪️ كما تعهد “بإعادة جميع اللاجئين إلى وطنهم” فور وصوله إلى السلطة. يوجد في البلاد أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري يعيشون داخل حدودها وآخرون هاجروا من دول عدة، ومنها أفغانستان. أعلن كيليكدار أوغلو: “أردوغان، أنت لم تحمِ الحدود”.
▪️قد تكون هذه التنازلات غير المبدئية قد جذبت بعض اليمينيين. لكنها صدت الآخرين. قال ريها روهافي أوغلو، مدير مركز الدراسات الكردية في ديار بكر، إن الناخبين الأكراد فقدوا الاهتمام بتحالف المعارضة حيث انجرف كيليكدار أوغلو إلى اليمين.
▪️وقال ريها روهافي: “ينبع التثبيط ( أو تراجع الحماس) من الخطاب السياسي لحزب الشعب الجمهوري، الذي تحول من المصالحة إلى السياسة الأمنية”. وانخفضت نسبة المشاركة في ديار بكر من 82 بالمئة في الجولة الأولى إلى 76 بالمئة في الجولة الثانية. كما انخفض الإقبال في المدن الكبرى التي تفضل المعارضة.
▪️ يصادف يوم الأحد الذكرى العاشرة لبدء حركة “جيزي بارك” المناهضة للحكومة. وكانت موجة من المظاهرات والاضطرابات المدنية التي اندلعت في البداية في الحديقة المجاورة لساحة تقسيم الشهيرة في إسطنبول، وانتشرت بعد ذلك في جميع أنحاء تركيا.
▪️لقد تحولت إلى أكبر أعمال احتجاج مناهضة للحكومة شهدتها البلاد منذ عقود. ومؤخرًا شن العمال بعض الإضرابات احتجاجًا على مستويات المعيشة المتدهورة. لكن حملة المعارضة لم يكن لديها أي شعور بهذا النوع من المقاومة.
▪️ قبيل تصويت يوم الأحد، قالت مجموعة Dsip الاشتراكية التركية: “من يتولى السلطة، سيبدأ هجوما اقتصاديًا ثقيلا على الطبقة العاملة والمظلومين”. وأضافت: “ندعو جميع العمال وكل قوى المعارضة إلى الالتقاء على أرض الواقع في نضال موحد ينظم بسرعة تضامنًا فاعلًا مع المهاجرين ومع الشعب الكردي ضد العنصرية”.
ترجمة الرفيق جوهر باني