
▪️بباص باب توما وعند كازية عوض تحديدا صعدت سيدة تبكي..بيديها خمسة أكياس نايلون مدكوكة بالمتاع حتى تكاد ان تتمزق..كيس اسود كبير انفلش على أرضية الباص..زاد بكاؤها..الحقيقة انها كانت تتنحب، صاحبة المنزل طردتها من الغرفة المستأجرة، لم تذكر السبب !!كانت ترتدي بنطال جينز كئيب وجاكيت بيجامة وجزمة سوداء بساق طويلة..قالت انها لم تجد كيسا لها فلبستها كي لاتخسرها..
▪️هبت لنجدتها ولملمة اغراضها سيدة صعدت الباص من شارع الثورة..قالت لها: (انا مقلّعة متلك!!!أخي قلعني..اجيت لقيت هدول الكياس عالباب)..
▪️ويحنا لم نتعرف الى قهرها ولم تلفتنا اكياسها الستة ربما لانها مرتبة ومربوطة بعناية..استغرب ان ينشغل طارد لشقيقته بترتيب متاعها..كيف لقلبله كل هذا التجاهل وهذه القسوة المفرطة، ترتيب القسوة بات اختصاصا حاضرا وشائعا!!
▪️لم تبكِ الاخت المطرودة، ربما عجزت عن ذلك وربما اعتادت الأمر..تعاطفت بخبرة مع شريكتها، بات الخذلان صنف من اصناف الخبرة ايضا..
▪️منحت امراة كيس كبيرة للسيدة..ساعدتها شريكة القهر بتوضيبه، قررتا ان تشغلا بعض الوقت في الحديقة ريثما تقرر كل واحدة وجهتها القادمة..
▪️للحظة شعر الجميع بانه مطرود من منزله وأفاقت قصص كثيرة اعادت النهش في الارواح، صمت وتعاطف ودموع يابسة..
▪️في المحطة الاخيرة حمل الرجال كل اكياس السيدتين، في حركة فاجأت السيدتين وضعوها على الرصيف ومشوا..هذا كل ما كان بوسعهم فعله.رائحة العجز والخوف غمرتنا حتى اعماقنا..حتى الرصيف حاول ان يكون حنونا على الأكياس. لفرط هشاشة قلبه حينها…
#الكاتبة_سلوى_زكزك
#يوميات_السوريين
#حلّل_حرّض_تنظّم
#تيار_اليسار_الثوري_في_سوريا