
وصلني من الأستاذ مصطفى الدروبي أمين عام حزب اليسار الديمقراطي (المؤتمر الثالث – نيسان) ردًا على مقالي بعنوان اليسار الديمقراطي السوري إعادة سخيفة للمسرحية البكداشية.
بداية أقدِّر ببالغ الاهتمام الرد الرصين والمنفتح لكم، فهذا دليل على جديتكم ومسؤوليتكم حول حوار وسجال علني وديمقراطي بين قوى تعرف نفسها يسارية في سوريا.
من حيث الشكل:
ورد في عنوان رسالتكم وصف اليسار الثوري بالتروتسكية وهو تعريف رغم أنه محبب إلى قلبي ورغم أنه يبدو في سياق ذم أكثر منه مديح، أود توضيح أننا ننتمي إلى توجه إيديولوجي وسياسي وفكري واضح ومعروف ضمن الأوساط اليسارية والعمالية ب“الاشتراكية الثورية” لذا فرغم اعتمادنا في التحليل والممارسة على الكثير من إسهامات المفكر والمناضل الكبير تروتسكي فإننا لا نحبذ تسميتنا باسم فرد بعينه إن كان تروتسكي أو ماركس أو غيره.
من حيث المضمون:
بالفعل أنا لم أطلع على أسباب الأزمة التي ألمت بحزب اليسار الديمقراطي السوري منذ رحيل أحد مؤسسيه الرفيق الراحل منصور أتاسي، والسبب يعود إلى أنه لا يمكن لحزب بنظرية أيديولوجية واضحة وتماسك نظري ومؤسساتي أن تلم به العواصف بعد وفاة أحد القيادات وإلا فهي مجموعة ملونة (توجهات أيديولوجية متنوعة) تلتف حول شخص بعينة لظروف موضوعية وذاتية قد تكون محقة، وهذا لسنا بوارد نقاشه الآن.
فرغم إدانة اليسار الديمقراطي للتيار الانتهازي في الحركة اليسارية ورغم أنه عارض اليسار الرسمي في تأييده لنظام الطغمة، ولكن هذا لم يمنعه من إعادة السلوك نفسه ولكن باتجاه معاكس، أي كمن ينظر في مرآة، فكما سكت بكداش عن انتهاكات الاتحاد السوفييتي البائد وسياساته الإمبريالية بالاحتلال والتدخل العسكري بحجة أنهم أصدقاء الثورة الاشتراكية كذلك قام اليسار الديمقراطي بالسكوت عن انتهاكات الاحتلال التركي والتدخلات التركية والقطرية وهيمنتهم على أجهزة المعارضة السياسية بحجة أن تركيا صديقة للثورة السورية كما ورد في خطاب الراحل منصور الاتاسي، مناقشه هادئة للسياسة التركية بتاريخ 2019 / 8 / 11.
“لا بد أولًا من التأكيد أن تركيا كدولة كانت منذ البداية ولا زالت صديقة للشعب السوري وثورته الهادفة إلى إسقاط نظام الاستبداد وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية التي يتساوى فيها جميع السوريين”.
الحوار المتمدن
كذلك، كما بادر البكداشيون إلى تصديق رواية النظام عن الثورة الشعبية بأنها مؤامرة إمبريالية، بادر حزب اليسار الديمقراطي بتصديق الرواية السخيفة لأجهزة مخابرات الاحتلال التركي حول تفجير تقسيم وقصة (أحلام) المفبركة، إذ بادر الحزب بإصدار بيان حتى قبل اكتمال التحقيقات المفبركة، وأدان أحلام، وعلى النهج التركي نفسه المعادي للشعب الكردي، رددتم اتهامات عن علاقة احلام بالمنظمات الكردية.
أيضًا، كما اعترف البكداشيين بسلطة البعث كدولة شرعية، كذلك، في السياق نفسه، وعكس الاتجاه، أصرّ حزبكم وعبر وثائقه وبياناته على تسمية مناطق الاحتلال التركي وجبهة النصرة بالمحررة واعترف بسلطة الاحتلال ومرتزقته ممثلًا للشعب السوري وثورته المجيدة.
إن تكرار المسرحية البكداشية لا يعني بأي شكل من الأشكال تشكيكًا بمصداقية ونضال الرفيقات والرفاق بحزبكم بل هو تصويب على إشكال بنيوي ينتج عن عدم تبني أيديولوجيا واضحة.
أوردت هنا بعض النقاط العامة التي تشكل وجهة نظر إشكالية بالنسبة لنا ولا يتسع هذا الرد للمزيد منها ولكن لا بقصد النقد الهادم بل بقصد التنبيه والتصويب والدفع باتجاه حوارات بيننا بهدف خلق مناخ حواري بين قوى اليسار بما يخدم قضايا شعبنا ومصلحة الغالبية العظمى منه.
لذا أجد أنه لا يمكن أن يأتي ما أوردتم في رسالتكم في سياق الرد بل هي مقبولة ومطلوبة في سياق نقد ذاتي ومراجعة لمواقف الحزب بل وتقترب من الشعار الذي رفعه حزبنا منذ ٢٠١١ لا واشنطن لا موسكو وهذا موضع ترحيب لدينا للحقيقة، بل ويدعوني لأطلب جلسة حوارية بمشاركة مجموعة من الرفيقات والرفاق من كلا الحزبين نناقش ونتحاور حول هذه النقطة كما لنا أن نناقش سبل وآليات التنسيق والعمل المشترك حول مختلف القضايا التي يطرحها الواقع السوري الراهن.
سامي الحلو _ الخط الأمامي
رد اليسار الديمقراطي
https://revoleftsyria.org/5714
مقال الرفيق سامي عن انشقاق اليسار الديمقراطي
https://revoleftsyria.org/5619