
عاد الجيش اللبناني، الأربعاء 10.5.2023، إلى سياسة التوقيف العشوائي للّاجئين السوريين، رغم وعده السابق بإيقاف حملة التوقيف والترحيل، للسماح بتسوية أوضاع السوريين من أصحاب الإقامات منتهية الصلاحيّة، علماً أنّ الأمن العام مدّد مهلة تسوية أوضاع السوريين المخالفين لغاية نهاية حزيران المقبل.
وأفادت مصادر بأن الجيش قام بتوقيف أكثر 46 سوريًا أمس في منطقة البقاع، وقادهم إلى جهة مجهولة، منهم 10 سوريين على أقل تقدير في بلدة غزّة في البقاع الغربي، و3 في بلدة شمسطار. ولم يتم التأكّد حتّى اللحظة من ترحيل هؤلاء اللاجئين كما جرى في حملات الاعتقال السابقة.
وكانت توقيفات الأيّام الأخيرة قد أدّت إلى توقّف العجلة الاقتصاديّة في العديد من البلدات البقاعيّة التي تعتمد قطاعاتها الزراعيّة والتجاريّة على العمالة السوريّة، بعدما اضطرّت الغالبيّة الساحقة من العمّال السوريين إلى التواري عن الأنظار. وهذا ما دفع الجيش اللبناني إلى تجميد حملته بشكل مؤقّت، بضغط من التجّار وأهالي بعض القرى البقاعيّة، قبل أن يستأنف أمس حملته لأسباب مجهولة.
الجدير بالذكر أنّ الجيش عمد إلى «رمي» الموقوفين السوريين في حملات التوقيف السابقة في مناطق حدوديّة نائيّة، ما دفعهم إلى الاختيار ما بين العودة عبر معابر التهريب إلى لبنان، أو تسليم أنفسهم للفرقة الرابعة السوريّة. وقد جعل ذلك شرائح واسعة من اللاجئين عرضةً للابتزاز من قبل عصابات التهريب، نظراً للمخاطر الأمنيّة التي تحيط بتسليمهم للفرقة الرابعة السوريّة.

تستمرّ عمليات التوقيف والترحيل القسري بحق اللاجئين السوريين منذ بداية نيسان، بعيداً عن عدسات الإعلام وبمعزل عن أي معايير قانونيّة أو أخلاقيّة ترعى التعامل مع الموقوفين.
وقد أشار تقرير لمنظّمات دوليّة، بينها هيومن رايتس ووتش، إلى أنّ جزءاً من المرحّلين تعرّض للاعتقال من قبل قوّات النظام السوري، وبقي مصير هؤلاء مجهولاً حتّى الساعة، علماً أنّ بعض الذين أعيدوا قسراً مسجَّلون كلاجئين لدى «المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين»، ولم يُمنَحوا حقّ الاتّصال بمحامٍ أو بممثّلي المفوضيّة قبل ترحيلهم.
الأرقام الصادرة من المنظمات الإنسانيّة المتابعة للملف، تشير إلى أنّ عدد المرحّلين قسرياً تجاوز الـ712 مواطناً سورياً، عبر 88 عمليّة دهم شملت العديد من مخيّمات النزوح.
نذكر أن واجبنا اليوم هو مواجهة العنصرية البنيوية والترحيل القسري. رفض نظام الكفالة المبني على الاستغلال المتوحش للعمال المهاجرين على رأسهم العمال السوريين، وفضح أي محاولة لتسليع المعاناة، وتجديد التحالفات القديمة والربح من ترحيل آلاف اللاجئين، علينا اليوم المحاربة مع ولأجل اللاجئين وحقهم بالحياة الكريمة بأي مكان يختارونه.
المصدر: وكالات _ ميغافون