
1936 _ 2023
رحل عن عالمنا هذا اليوم الكاتب والروائي السوري حيدر حيدر الذي تحدى السلطة إلى آخر يوم في حياته، وتميز بأسلوبه المتفرد في الكتابة. قدَّم خلال مسيرته العديد من المؤلفات والروايات، مثل رواية “الزمن الموحش” ورواية “شموس الغجر”.

أعلَن خبر رحيله نجله مجد حيدر، صاحب دار ورد للنشر، على صفحته في فيسبوك: “الفهد غادرنا إلى ملكوته”، في إشارة إلى بطل روايته “الفهد” (1968)، التي تحولت إلى فيلم سينمائي بالاسم نفسه للمخرج السوري الراحل نبيل المالح.
أكثر رِواياته شهرةً هي “وليمة لأعشاب البحر: نشيد الموت”، التي حُظِر نشرها في دول عربية عدة؛ تدور أحداثها حول مناضل شيوعي عراقي فرَّ إلى الجزائر والتقى هناك بإحدى المناضلات القديمات في زمن التراجع الثوري. احتوت الرواية على العديد من العبارات التي عدَّها كثيرون تجاوزًا لحدود الدين الإسلامي، حتى أنها أثارت غضب شيوخ الأزهر.
ولد الكاتب حيدر حيدر في العام 1936 في قرية حصين البحر في محافظة طرطوس، وفيها تلقى دراسته الابتدائية. بعد إتمامه المرحلة الإعدادية في مدينة طرطوس 1951، انتسب إلى معهد المعلمين التربوي في مدينة حلب، وتخرَّج منه 1954.
كان أحد مؤسسي اتحاد الكتّاب العرب في دمشق عام 1968، وكان عضوًا في مكتبه التنفيذي. نشر “مجموعة الومض” عام 1970 بين مجموعة من الكتب التي كانت أولى إصدارات الاتّحاد. وكانت آخر أعماله سيرته الذاتية بعنوان “يوميات الضوء والمنفى”، الصادرة عن دار ورد في دمشق 2022.
لم يكن حيدر يعد نفسه كاتبًا محترفًا كما قال بنفسه مرات عديدة، فهو لا يكتب بنحو روتيني، ولا يبدأ الكتابة ما لم يحركه شيءٌ من داخله. وقد رثى نفسه في روايته “مراثي الأيام”: “تغزوني أفكار شيطانية أو رحمانية حول معنى وجودي في العالم: ما الذي سيتغير في العالم لو لم أكن موجودًا؟ لا شك أن الكرة الأرضية لن تتوقف عن الدوران وستظل الشمس تشرق وتغرب والزمن سيواصل ألوهيته السرمدية وحده”.
صدرت له أعمال قصصية وروائية عدة، منها: حكايا النورس المهاجر (قصص)، الزمن الموحش (رواية)، التموّجات (قصتان)، وليمة لأعشاب البحر: نشيد الموت (رواية)، مرايا النار، فصل الختام (رواية)، أوراق المنفى.. شهادات عن أحوال زماننا (وثائق)، غسق الآلهة (قصص)، شموس الغجر (رواية).

المصدر : الجمهورية _ وكالات