
حذرت مراسلون بلا حدود في تقريرها السنوي حول حرية الصحافة -المصادف اليوم الأربعاء- من أن المعلومات المضللة تمثل بشكلها الواسع تهديدًا كبيرًا لحرية الصحافة في كل أنحاء العالم.
أظهر تصنيف المنظمة الحقوقية، تراجع دول عديدة في مجال حرية الصحافة، بينما احتلت سوريا المرتبة 175 في التصنيف الذي شمل 180 بلدًا.
قالت مراسلون بلا حدود إن سوريا من أكثر بلدان العالم خطرًا على سلامة الصحافيين.
وفقًا للتقرير، إن تونس والسنغال وحتى ألمانيا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، فيما بقيت النرويج في الصدارة وتذيلت كوريا الشمالية الترتيب.
وفقًا لنسخة 2023 من هذا التصنيف، فإن ظروف ممارسة الصحافة سيئة في 70% من الدول.

يقع مقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، وهي معنية برصد حرية الصحافة في العالم، ويتزامن نشر تقريرها مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة في 3 مايو/ أيار من كل عام منذ 1993.
تقرير شبكة حقوقية يوثق مئات الضحايا على يد نظام الطغمة
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم تقريرها السنوي عن أبرز الانتهاكات بحق الإعلاميين في سوريا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وقالت إنها وثقت مقتل 715 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011 على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بينهم 52 بسبب التعذيب. ونشير إلى أن الانتهاكات بحق المواطنين والصحفيين وحرية الرأي والتعبير لا تزال مستمرة منذ إحكام سيطرة نظام الطغمة على البلد، وزادت الانتهاكات زيادة هستيرية بعد اندلاع الحراك الشعبي في سوريا قبل نحو 12 عامًا.
سجل التقرير مقتل 715 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، بينهم 7 أطفال، و6 سيدات (أنثى بالغة)، ومن بينهم أيضًا 9 من الصحفيين الأجانب، و52 قتلوا بسبب التَّعذيب، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 1603 بجراح متفاوتة، وذلك على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا من آذار 2011 إلى أيار 2023، وكان من بينهم 553 بينهم 5 أطفال، وسيدة واحدة، و5 صحفيين أجانب، و47 بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز، قتلوا على يد قوات النظام السوري. و24 على يد القوات الروسية.
يعني هذا أن نظام الطغمة وحليفه الروسي مسؤولان عن قرابة 81 % من حصيلة الضحايا من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، ويتحمل النظام السوري أيضًا مسؤولية ما تقارب نسبته 91% من حصيلة الضحايا، بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التابعة له.
لماذا يدعم اليساري الثوري حرية الصحافة
يقف اليساريون الثوريون مع حرية الصحافة وحق التعبير لأن هذا مفيد وضروري في حربنا ضد الدولة، وطالما يسهم هذا في إضعاف النظام. فحتى لو كانت حرية الصحافة تعني المزيد من الصحف التي تتبنى مواقف مختلفة عن مواقفنا يجب علينا الدفاع عن حرية القوى المختلفة في التعبير عن نفسها لأن الدفاع عن قانون يقيد حرية الصحف وإقراره بذريعة المواجهة مع صحافة لا توافق أفكارنا سيؤدي إلى أن يستخدم القانون من قبل الدولة –إن عاجلًا أو آجلًا– ضد المناضلات والمناضلين ضد الدولة المستبدة والنظام السياسي القمعي.
يعلم اليساريون الثوريون جيدًا أن صحافة حرة فعليًا ومعبرة عن الجماهير لن توجد إلا في مجتمع آخر هو المجتمع الاشتراكي. فطالما أن السائد هو النظام الرأسمالي ستظل الصحافة في معظمها سلعة، وستظل معبرة عن مصالح هؤلاء الذين يملكونها –الرأسماليون والدولة– والذين تختلف مصالحهم عن مصالح الأغلبية المقهورة. لكن وحتى نصل إلى هذا المجتمع الاشتراكي علينا أن نقف مع حرية الصحافة بالمعني الضيق طالما أن هذه الحرية تمثل ضربة معول ضد الدولة القمعية.
يعقوب عبد المجيد _ الخط الأمامي