
يوم الشهيد اليساري الثوري هو تذكار لمتابعة المواجهة المفتوحة التي بدأها هؤلاء الأبطال حتى تحقيق التغيير المطلوب والإنجاز الكامل لمهام الثورة الديمقراطية والاشتراكية.
إنه 12 نيسان، يوم “الشهيد اليساري الثوري”، يوم شهداء الحزب الذين سقطوا على درب النضال الطويل، درب الثورة والتغيير، درب أحمد ورامي أبطال فصائل تحرر الشعب، يوم سالم السبسبي الذي قضى تحت ضربات الجلاد في أقبية نظام الطغمة، يوم الرفيق أبو يزن وجميع شهداء المواجهة المستمرة مع فصائل الثورة المضادة، وكل الشهداء المناضلين الأبرار. يوم نوجِّه فيه أسمى التحيات إلى قوافل شهداء الحزب والطبقة العاملة وعموم الكادحين والمضطهدين الذين سقطوا في مسيرته تحت التعذيب والخطف والاغتيال وفي مقاومة الاحتلالات وكل مواقع المواجهة مع الدولة البرجوازية وأدواتها، من أجل الثورة والاشتراكية.
إنهم الشهداء الذين أتَوا من كل الوطن ولكل الوطن، وسقطوا في كل ميادين النضال مجسّدين بدمائهم تاريخ حزبهم ونضال شعبهم من أجل تحقيق أهدافه في التحرّر الديمقراطي والاجتماعي، من الهيمنة الإمبريالية والاستغلال الطبقي.
أما معاني الاحتفال بيوم الشهيد اليساري الثوري فتتجسد راهنًا تحت عنوان وحيد وواضح هو متابعة المواجهة المفتوحة التي بدأها هؤلاء الأبطال حتى تحقيق التغيير المطلوب والإنجاز الكامل لمهام التحرر الديمقراطي والاجتماعي.
إنه عنوان للمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا وفاء لتضحيات شعبنا ودماء شهدائنا، ومن أجل تحقيق ما حلموا به وضحّوا من أجله واستشهدوا.
يدعو تيار اليسار الثوري في سوريا أن تكون مناسبة يوم الشهيد اليساري الثوري لهذا العام محطةً لاستذكار هؤلاء الشهداء وتكريمهم واستلهام طريقهم وتضحياتهم، وأن يكون أيضًا مناسبةً لاستكمال ما بدؤوه عبر بناء الحزب الثوري الجماهيري وتوسيع قواعده وتجذيره في الطبقات العاملة والشعبية من أجل إنجاز مهام الثورة ومنع نظام الطغمة من إعادة إنتاج نفسه كما كان قبل 2011، هذا النظام الذي أفقر أبناء الشعب وجوّعهم وقتلهم وفرّط بتضحياتهم، إذ بات استمرار وجوده يشكّل خطرًا وجوديًا على شعبنا واستقلاله وكرامته وحريته وأمنه السياسي والاجتماعي.
إنّ الانتصار لدماء شهدائنا يكون بتحقيق ما استشهد المقاومون من أجله، دفاعًا عن العدالة والمساواة والعيش الكريم، ورفضًا للطائفية والمذهبية والاستغلال والتبعية والارتهان.
فليكن يوم الشهيد اليساري الثوري مناسبةً يحييها اليساريون الثوريون في كل المناطق والقطاعات إلى جانب أبناء شعبنا، تكريمًا لشهداءنا الأبرار، ولاستكمال النضال من أجل دولة ديمقراطية لامركزية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإسقاط نظام الطغمة المتوحش.
نستعرض ثلاث قصص استشهاد بطولية خاضها رفاقنا خلال مسيرة الحزب لتكون درسا نضاليًا وثوريًا ومشعلًا يضيء دروب الرفيقات والرفاق يعزّيهم وقت الضعف والتراجع ويشدد من بأسهم ليكملوا المواجهة حتى قيام الثورة والاشتراكية.
قصة استشهاد أحمد ورامي:

الرفيقين الشهيدين أحمد ورامي أبطال فصائل تحرر الشعب اللذان اخترنا ذكرى استشهادهما يوم الشهيد اليساري الثوري هذا ولم يكشف الحزب عن سجلاتهما لأسباب أمنية حتى اليوم.
في 12 نيسان 2014، حاولت وحدة من قوات فصائل تحرر الشعب إعادة الانتشار في محافظة حماة دعمًا للجيش الحر في صد هجمات نظام الطغمة على حلب.
عندها تم إيقافهم في نقطة تفتيش تابعة لجبهة النصرة طلبوا منهم تسليم من يوجد معهم من الأقليات الدينية والعرقية، فرفض رفاقنا هذا رفضًا قاطعًا.
عندها أجهر عناصر الحاجز السلاح في وجه مقاتلينا وأطلقوا النار باتجاههم فاندلع اشتباك عنيف بينهم وبين الحاجز، سقط منهم ثلاثة عناصر ومن مقاتلينا استشهد الرفيقان رامي وأحمد وأصيب رفيق ثالث بجروح.
قصة استشهاد الرفيق أبو يزن

الرفيق أبو يزن لن نذكر اسمه الكامل حفاظًا على أطفاله وزوجته وأهله من بطش ميليشيات نظام الطغمة التي أجبر على لبس بزتها قسرًا وبالقوة . فالرفيق أبو يزن رفض الالتحاق بقوات النظام عندما تم طلبه للالتحاق بها وتخفى لفترة شهور طويلة.
في ١٠ حزيران، تعرض للاعتقال بعد أن تم ضبطه على حاجز لجيش الطغمة وتم إلقائه في المعتقل ليتم فرزه فورًا وإرساله بشكل متعمد من السجن إلى الموت المحتم في أحد النقاط القتالية الأكثر سخونة.
استشهد رفيقنا أبا يزن في أول اشتباك مع ميليشيا داعش الفاشية في يوم الجمعة الأول من آب 2014.
قصة استشهاد الرفيق سالم السبسبي تحت التعذيب

الرفيق سالم خلف السبسبي، ولد في محافظة درعا عام 1960، أنهى دراسة معهد الاتصالات عام 1980، متزوج ولهُ أربعة أبناء، موظف في مؤسسة الاتصالات بدرعا، اعتقل من قبل مجرمي الفرع 215 بتاريخ 14/4/2012، وبقي هناك حتى توفي تحت التعذيب بتاريخ 19/5/2012.
اعتقل الرفيق سالم خلف السبسبي بتاريخ 14/4/2023 من قبل دورية أمن عسكري بدلًا من ابنه أيهم المتواري إلى حين تسليم نفسه، وأرسل إلى الفرع 215 في دمشق.
هناك بتاريخ 19 أيار في الصالة التي يضعون فيها أكثر من 800 معتقل، لم يتكمن من احتمال المكان، فأخذ وضعه الصحي النفسي يسوء، بدءًا بصداع ثم تشنج بيده اليمنى بعد ذلك تطور لتشنج عام مع نزف من الأنف.
صاح زملاؤه بالسجان أن سالم يموت فما كان من سجانه إلا أن انهال عليه بالضرب بالكرباج وهو فاقد للوعي ثم فارق الحياة بعد نصف ساعة مساء 19/5/2012. ولم يتم تسليم جثته حتى اليوم.
المجد والخلود لرفاقنا الشهداء، والخزي والعار للقتلة والمجرمين.