
بينما تلملم المنطقة خسائر الزلزال القوي الذي ضرب البلاد في 6 شباط، ضرب زلزالان بقوة 6.4 و5.8 البارحة الإثنين 20 شباط ولاية هاتاي، وشعر بهما سكان محافظات إدلب وحلب واللاذقية والرقة والحسكة ودمشق وغيرها من المحافظات السورية وولايات جنوبي تركيا، وصولًا إلى لبنان والأردن وفلسطين.
أوضحت هيئة الكوارث التركية، أن الزلزال الأول كان بقوة 6.4، ومصدره ديفني في ولاية هاتاي، بعمق 16.7 كيلومتر.
وبحسب المصدر، فقد سُجِّل زلزال ثان بقوة 5.8 مصدره سمنداغ بعمق 7 كيلومتر، في حين هرع الأهالي إلى خارج البيوت وسط حالة من الخوف الشديد.
في المجمل، جرى تسجيل 12 هزة ارتدادية بعد الزلزال الأخير الذي ضرب هاتاي، وسط خشية من هزات أخرى في الساعات القادمة.
بحسب تقارير تركية، انقطع التيار الكهربائي في منطقة إسكندرون إلى جانب انهيار بعض المباني من جراء الهزة الأرضية.
أثار الزلزال، خوف السكان ورعبهم في مناطق شمال غربي سوريا والساحل وقال مصدر خاص للخط الأمامي، إنَّ “السكان نزلوا من الأبنية والطوابق المرتفعة في عموم مدن شمال غربي سوريا والساحل ولجؤوا إلى الشوارع العريضة والساحات الواسعة”.
أضاف المصدر أنَّه نتيجة التدافع أُصيب عدد من المدنيين بجروح خفيفة نتيجة سقوط بعض أحجار الأبنية المتصدعة، في حين أُصيب آخرون بحالات إغماء، نُقلوا على إثرها للمراكز الطبية في إدلب وريف حلب.
أعلن الدفاع المدني عن إصابة 150 شخصًا في مناطق شمال غرب سوريا، وأشار إلى انهيار بنائين متصدعين غير مأهولين، إضافة إلى مئذنة مسجد في بلدة جنديرس بريف عفرين شمالي حلب.
شهدت مدينة أعزاز شمال حلب استعصاءً للسجناء في فرع الشرطة العسكرية بالمدينة عقب الزلزال، بحسب المصدر ذاته.
في وقت لاحق، صرح المرصد السوري أن الزلزال الجديد أدى إلى إصابة أكثر من 470 شخصًا في سوريا.
أفاد مصدر من مشفى حلب الجامعي، أنه أصيب 50 شخصًا إصابات متوسطة وخفيفة بعضها بسبب الحجارة المتطايرة، وبعضها الآخر بسبب حالة الهلع والخوف. وقد انهارت ثلاث أبنية بشكلٍ جزئي، في حي بستان الباشا بمدينة حلب.
أعلنت وكالة سانا عن إصابات طفيفة نتيجة سقوط حجارة في مدينة حلب، ولا يوجد حالات إسعافية نتيجة زلزال هاتاي، ولم ترد أية أنباء عن أضرار أو انهيار أبنية في اللاذقية، كما نفى رئيس مجلس مدينة حماة سقوط أي مبنى خلافًا لما جرى تداوله من شائعات.
بلادنا منكوبة ليس فقط بالكوارث الطبيعية فلا مفر منها، ولكن عدد القتلى الرهيب وانتشار حالات الهلع والأبنية الهشة والمتصدعة هو نتيجة أفعال البشر وتقاعسهم، اللذين شكلهما نظام رأسمالي قائم على الاستغلال، مدفوعًا بالتراكم التنافسي لرأس المال.
الخط الأمامي