
واصل عشرات الناشطين، اليوم الإثنين، في السويداء جنوبي سورية، الاحتجاج للأسبوع الثامن على التوالي ضد نظام الطغمة، تحت عنوان “طفح الكيل”، في ظل استمرار تردي الواقع الاقتصادي والأمني في البلد.
قالت مصادر محلية لـ “الخط الأمامي” إن العشرات من الناشطين نظموا وقفة صامتة في ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء، مضيفة أن شعار وعنوان الوقفة اليوم “طفح الكيل”.
ونقلت المصادر ذاتها، أن الاحتجاجات شهدت مشاركة واضحة من النساء، إذ حافظت الاحتجاجات على سلميتها رغم محاولات النظام المستمرة لجلبها نحو العنف من طريق إخراج مؤيدين له لاستفزاز المحتجين.
بحسب المصادر ذاتها، فقد ازداد عدد المشاركين في الاحتجاجات عن السابق ومن مختلف الفئات العمرية، مضيفة أن السويداء حاليًا فيها أغلبية نسائية نظرًا إلى فرار قسم كبير من الشبان إلى خارج سورية أو إلى خارج مناطق سيطرة النظام.
طالب المحتجون النظام بإخراج المعتقلين والكشف عن مصير المخفيين قسرًا في سجونه ومعتقلاته، كما رفعوا شعارات منها “لا لحكم العائلة”، و“لا لبيع الوطن مقابل النفط”، و“نحن سوريو الانتماء والأرض لنا”، و“أحرار السويداء على عهد ثورة الحرية والكرامة”، و“نعم للدولة الوطنية نعم لسيادة القانون”.
رفع المحتجون أيضًا شعارات تشير إلى سوء الواقع الخدمي، منها “المدارس خارج الخدمة والشارع بانتظار أطفالنا”، وأخرى سياسية متضمنةً “لا لتقسيم سورية”.
استمرار الاحتجاجات في السويداء
كانت الاحتجاجات قد بدأت قبل نحو شهرين على خلفية الواقع الاقتصادي السيئ، وما يرافقه من سوء في الخدمات المقدمة من حكومة النظام على مختلف المستويات، إضافة إلى الواقع الأمني المتردي في ظل سيطرة النظام والفصائل المحلية.
تطورت الاحتجاجات لاحقًا إلى المطالبة بمحاربة الفساد، وبعد ذلك، تطورت أكثر لترفع شعارات سياسية طالبت بالحرية للمعتقلين، والانتقال السياسي، ووحدة الأراضي السورية.
تواصل احتجاجات السويداء جنوب سورية:
انفجرت منذ شهرين أزمة اجتماعية أخرى في السويداء على وقع احتدام الصراع الطبقي، فبينما يستمر نظام الطغمة في مراكمة الثروة عبر أجهزته الأمنية، والاقتصادية على حساب كرامة السوريين ومصالح الأغلبية الساحقة من الطبقات العاملة والشعبية، تغرق الهياكل التنظيمية لقوى الثورة المضادة بندوات، ومؤتمرات منفصلة عن الواقع السوري، في ظل انكفاء القوى التغييرية التي تتقدم الجماهير بعفوية رافضة كل أشكال الظلم والاضطهاد، واللاعدالة في توزيع ثروات البلاد.
هذا الشكل العفوي من الاحتجاج بحاجة إلى تضامن عملي واسع وتنسيق على مستوى سوريا من أجل حماية هذا الحراك وتوسيعه وتعدد أشكاله وأدواته ليستطيع الحفاظ على نفسه وسط الهجمات الشرسة من قبل النظام وقوى المعارضة الليبرالية المرتهنة.
كل التضامن والدعم للرفيقات، والرفاق، والأهل في السويداء في انتفاضتهم ضد نظام الطغمة، وأدواته الحكومية، والأمنية التي تشرف على انتهاك كرامة السوريين، وسحقهم؛ حتى لم يبق للفقير شيء يذكر.
الخط الأمامي